والمسلم قد جعل له ربنا جنتين، جنة بسبب خوفه من ربنا، والجنة الثانية بسبب ترك الشهوات والملذات وابتغاء رضوان رب الأرض والسماوات.
فمن الشهوات أن تملأ بطنك من الأكل، فاقلل منه، ومن الشهوة ومن الغريزة أن تنام كثيراً، فاقلل منه، ومن الشهوات ألا تزور عمك الذي تخاصمت معه، لكن من إرضاء الله أن تزوره وتصله.
وهكذا تأخذ الأمر مأخذ الجد، وتأخذ الأمر مأخذ التنفيذ العملي، وتقول: سمعنا وأطعنا، ولا تجادل؛ فإن الموضوع لا يحتاج إلى جدال، ولكن كما قال الصحابة:{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة:٢٨٥].
اللهم ألحقنا بصحابة رسولك يا رب العالمين! وما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يرفع يديه إلى السماء ويقول:(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) هذه في وراية مسلم، ورواية الترمذي يزيد عليها:(اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، إلا قال الله عز وجل له يوم القيامة: عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت).
فأحسن وضوء الظاهر والباطن، وليس الأمر أن تغسل يديك بالصابونة وتجعل فيها رائحة معطرة وهي ترتشي، فهذه أنجس من اليد الملطخة بالطين وبالقار وبالقاذورات.
فإذا مددتها إلى ما حرم الله أو إلى إيذاء مسلم، فلست نظيف اليد، وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:(لا بورك في يوم لم أزدد فيه من الله قرباً)، لأنه يوم ضائع، فإذا عملت خيراً زدت عند الله، وإن عملت شراً فإنك تنقص من رصيدك.