فهذا سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه نام ليلة، ورأى في الرؤيا أن القيامة قد قامت، وأن زبانية جهنم قد أخذوا بيده، حتى أوصلوه إلى رأس بئر، وإذا به يرى ملائكة بأيديهم مقامع من حديد، قيل: لمن هذا العذاب؟ قال: لمن ينام الليل كله، فاستيقظ مذعوراً وذهب إلى أخته حفصة أم المؤمنين وقص عليها الرؤيا، والسيدة حفصة بدورها قصت الرؤيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن عبد الله بن عمر عبد صالح فلو قام من الليل قليلاً)، فما نام بعد هذه القصة، وبعد هذا الحديث الذي سمعه إلى أن مات! وفي عصرنا هذا نجد كثيراً من الناس يسهرون الليالي أمام التلفاز ثم ينامون عن صلاة الفجر؛ ولذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم أناساً في النار، تأتي الملائكة بأحجار فتضرب رءوسهم، حتى تنكسر ثم تعاد مرة أخرى كما كانت، ثم تكسر وهكذا، فقال:(من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين كانت تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة).