للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقديم كلام المخلوق على كلام الخالق]

وأيضاً من موجبات عذاب القبر: تقديم كلام المخلوق على كلام الخالق، فإذا كنت تسمع القرآن ودخل عليك أحد يريد أن يكلمك في موضوع فيمكن أن تؤخره قليلاً، وثواب المستمع كالتالي تماماً، ومستمع الغيبة كالمغتاب تماماً، ومستمع النميمة كالنمام تماماً، والعياذ بالله، وقد قال بعض أهل العلم: من قال لزوجته: أقسم بالله أو أنت طالق إن لم أقص عليك أحسن قصة سمعتها في حياتي ولم يقص عليها قصة يوسف فقد وقع الطلاق؛ لأنه لا أعظم من قصص القرآن، وربنا يقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف:٣].

وهارون الرشيد قال لزوجته مرة: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، ثم سأل الفقهاء فقالوا: يا أمير المؤمنين! حاجة في علم الغيب، امرأتك طالق، فسأل أبا حنيفة قال: يا أمير المؤمنين! أسألك سؤالاً، قال له: نعم، قال له: هل تخاف من الله؟ قال: نعم، قال له: فإن شاء الله أنت من أهل الجنة؛ لأن الله يقول: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:٤٦].

ولما قال لها: أنت طالق إن بت في ملكي الليلة، أفتى الفقهاء بطلاقها، وقال أبو حنيفة: تبيت زوجة أمير المؤمنين في المسجد؛ لأنه ملك الله وليس ملك أمير المؤمنين.

ونعوذ بالله من عدم التأثر بالقرآن، والتأثر بمزامير الشيطان وآيات النفاق التي هي الأغاني وصوت الشيطان.

نسأل الله أن يتوب على المغنيين والمغنيات الأحياء ويغفر للأموات، ويتوب علينا جميعاً من الاستماع إلى هذه الفوضى التي تنبت النفاق في القلب.

اللهم وضع مكانها إيماناً وحكمة يا رب العالمين! وأيضاً من لا يصدق الحلف بالله عز وجل، والخائن للأمانة، والفاحش، وبذيء اللسان الذي يتكلم بالكلمات السيئة، وأصحاب البدع وهم كلاب أهل النار والعياذ بالله رب العالمين، والذي يأكل بالدين ما لم يأذن الله به، والقول على الله بدون علم في الفتاوى.

واليوم إذا قلنا: إن عندنا ثمانية وأربعين مليون مسلم فعندنا ثمانية وأربعون مليون مفت في الدين! وأبو بكر رضي الله عنه لما سئل في الكلالة مرة: ما الكلالة يا أبا بكر؟ قال: أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان سيئاً فمن نفسي، وهذا هو الأدب من أبي بكر.

وعمر بن الخطاب خطب على المنبر فسأله أعرابي بعد أن هم بالنزول من فوق المنبر: يا أمير المؤمنين! يقول ربنا: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [عبس:٣١] ما الأب؟ فنكس عمر رأسه، قال: الله أعلم، الله أعلم، أنا لا أدري، هل في المسجد من يجيب الرجل، فقال أحد الصحابة: نعم يا أمير المؤمنين! الأب: ما تأكله الأنعام من الحشائش التي تنب في الأرض، ألم تقرأ بعدها يا أمير المؤمنين: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [عبس:٣١ - ٣٢].

فالفاكهة لنا والأب لأنعامنا، فـ عمر نكس رأسه وقال: كل الناس أفقه منك يا عمر! وأيضاً الرشوة والمسكرات والمخدرات، والخمر، والبيرة، والهروين، والحشيش، والأفيون، والبيرند، وكل هذه حرام؛ لأنه (ما أسكر كثيره فقليله حرام).

وأثبتت الأبحاث ضرر البيرة، وأن فيها شيئاً من الكحول.

وأيضاً نبشر المدخنين بأن السيجارة فيها مادة تسمى الروم، ولو وضعت نقطة من مادة الروم هذه في كأس ماء وشربه شارب لسكر.

والسجائر والتدخين والشيشة حرام؛ لأن المدخن إن كان غنياً فهو مسرف: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء:٢٧]، وإن كان المدخن فقيراً فهو سفيه، والله يقول: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [النساء:٥].

فالمدخن إن كان فقيراً فهو سفيه، وإن كان غنياً فهو مسرف، وكلاهما شر.

والله عز وجل بعث لنا وإلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، وقد ثبت أن السجائر وهذه الأشياء كلها ليست من الطيبات، وإنما هي من الخبائث.

اللهم تب على كل مدخن يا رب العالمين!