للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من صفات أهل الجنة الخوف من الله تعالى]

من صفات أهل الجنة الخوف، قال تعالى عنهم: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور:٢٦]، يعني: خائفين من عذاب الله، ومن غضبه.

واحذر الغارات الأربع؛ لأنها تأتي فجأة، غارة ملك الموت على روحك، فلا يأتي إلا وأنت مستعد له.

وقد قال سيدنا موسى عليه السلام: يا رب! قبل أن تبعث ملك الموت فابعث لي قبله رسولاً يعرفني أنه سيأتي، ثم جاءه ملك الموت فسأله: لماذا لم تبعث لي رسولاً؟ قال: قد شاب شعرك، ورق عظمك، وانحنى ظهرك.

والغارة الثانية: غارة الورثة على مالك، فأنت تجمع لهم من اليمين ومن الشمال، ومن الحلال ومن الحرام، ومن كذب ومن زور ومن بهتان ومن رشاوى ومن فوضى، وفي الآخرة تحاسب عليه أنت وهم يستمتعون به، وقد كان سيدنا عمر يدعو قائلاً: اللهم إني أعوذ بك من مال يتمتع به ورثتي من بعدي وأحاسب أنا عليه في قبري.

فعلى الإنسان أن يوازن بين الأرباح والخسائر من ناحية الدنيا والآخرة.

الغارة الثالثة: غارة الدود على جسدك في القبر، ولو ظهرت رائحة الميت الذي مات قبل أربعة أو خسمة أيام فلن تستطيع أن تمر بجوار القبر.

الغارة الرابعة: غارة أصحاب المظالم على حسناتك يوم القيامة.

قال تعالى: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور:٢٦]، أي: في الدنيا كنا خائفين من هذه الغارات، فقد كنا خائفين من ملك الموت، ونخشى أن يرانا ربنا على معصية.

وفي الحديث: (يا أبا ذر! أخلص النية؛ فإن الناقد بصير، لا تخفى عليه خافية)، والمرأة عندما رفض جارها أن يعطيها مالاً إلا بعد أن تمكنه من نفسها ونظرت إلى العيال يبكون قالت: أغلق الأبواب، فغلقها، ثم أغلق النوافذ والفتحات وقال: لا يرانا الآن إلا الكواكب في السماء، فقالت: وأين مكوكبها؟ أي: سبحانه وتعالى، فمراقبة الله في كل وقت.

ولو راقبت الله في كل وقت وجعلت في ذهني أن ربنا ينظر إلي فلن أكذب، ولن أسرق، ولن أقطب الجبين، ولن يخرج من لساني بذاءات، ولن أخطو خطوة إلى حرام، ولن أمد يدي إلى ما حرم الله، ولن أغتاب مسلماً أو أحقد عليه.

ونسأل الله سبحانه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاه، يا رب العالمين! وصفة أهل النار السرور، فقد كانوا دائماً أصحاب جلسات أُنس ونكت، والحسن البصري لما رأى شاباً معجباً بشبابه يضحك، قال له: يا بني! هل بلغك أنك وارد على جهنم؟ قال له: بلغني، قال له: وهل بلغك أنك قد نجوت منها؟ قال: لا، قال: فعلام الضحك؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>