[الذين يمرون على الصراط مسرعين]
فهذه مواقف تحتاج منا إلى استعداد.
فمن الذي سيأخذ الله بيده على الصراط ويمر من هذه القناطر سريعاً؟ هم المنفقون على الأرامل واليتامى، وهم والذابون عن أعراض المسلمين، الذي يدافع عن أعراض المسلمين، عندما يتكلم واحد في حق واحد يقول له: عيب لا تأتي بسيرة أحد عندنا، اذهب وقل له هذا الكلام في وجهه، وجاء في الحديث: (من دافع عن عرض أخيه المسلم في غيبته دفع الله عنه جهنم يوم القيامة).
كذلك من الذين يمرون على الصراط سريعاً المبشرون الناس برحمة الله، أي: الذي يجلس ويقول: رحمة ربنا واسعة، قال سيدنا موسى في قصة تحفظونها: (يا رب من أسوأ العباد عندك؟ قال: يا موسى من يدخل المسجد آخر الناس ويخرج أولهم، فسيدنا موسى رأى رجلاً عجوزاً كفيفاً يقوده رجل آخر، دخل آخر واحد، فيموت هذا الرجل الكفيف فموسى يرى هذا الرجل في المنام أنه في الجنة، فيقول: يا رب أنت قلت: أسوأ العباد عندي الذي يدخل المسجد آخر الناس ويخرج أول الناس، وهذا الرجل كان يفعل هذا؟ قال: يا موسى بعد أن خرج من عندك قال لمن يقوده: أين نحن؟ قال: نحن أمام مكان واسع، قال له: رحمة ربك أوسع، فوسعته رحمتي.
نقول: يا من تيئسون الناس من رحمة الله لا تيئسوا الناس من رحمة الله، لم يقل له: من لم يكفر الحاكم فهو كافر، ما دام يقول: أشهد أن لا إله إلا الله! فكما في الحديث: (إن قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)، لا تحكم على أحد بالكفر، (من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما) فاحذر أن تتهم أحداً بالكفر! ولا تلعن أحداً بعينه تقول: فلان هذا ملعون! فلان هذا كذا.
ولا تقل على ابنك: هذا شقي من باب أنك تضحك، فإن الشقي هو البعيد عن رحمة الله، حافظ على الألفاظ، قد تكون في ابنك كلمة الشقاء، فهذا سيدنا عمر يسأل رجلاً عن اسمه، قال: اسمي ضرام - ضرام اسم من أسماء النار- قال: ابن من؟ قال: ابن لظى، من أين أنت يا ضرام؟ قال: من حرة واقم، قال له: الحق أهلك فقد احترقوا، فذهب فوجدهم قد احترقوا.
فالمسلم ينتبه ويحفظ ألفاظه؛ لأنها قد تكون كلمة تدخل الإنسان الجنة، وقد تكون كلمة والعياذ بالله تدخله النار، هذه هي قناطر الصراط، وهي سبع، وأردت أن أخففها فلم أستطع، وأردت أن ألينها فلم أستطع، وأردت أن أنقلها بصورة مبسطة فلم أستطع؛ ولكن اعذروني فأمانة العلم تقتضي نقلها كما هي، والحديث عن الدار الآخرة من أصعب الأحاديث وأثقلها على القلب، عسى رب العباد سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً يوم القيامة.
اللهم ثبتنا على الصراط يوم القيامة، اللهم ثبتنا على الصراط يوم القيامة، اللهم ثبتنا على الصراط يوم القيامة.
اللهم تب على كل عاصِ، واهد كل ضال، واشف كل مريض.
اللهم فك كرب المكروبين، وسد يا رب دين المدينين، واقض حوائجنا وحوائج المحتاجين، وتوفنا على الإسلام يا رب العالمين.
اللهم بغض إلينا الحرام وأبعدنا عنه بعد المشرقين، وحبب إلى قلوبنا الحلال وقربنا إليه وبارك لنا فيه وإن كان قليلاً.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم اهد لنا أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا.
اللهم اهد حكوماتنا إلى الشرع، وإلى الحكم بكتابك وشرع نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم ول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا، وأصلح يا رب أحوالنا.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.