للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفحش والبذاءة]

ومن موجبات العذاب: فحش اللسان وبذاءته، وهذه من الكوارث والبلايا الموجودة في المسلمين والمسلمات، ولو تكلم الواحد كلمة بذيئة واحدة فإن الملائكة تبتعد عنه ميلين، قائلة له: ما أنتن الرائحة التي خرجت من فمك! وريحتك قذرة، وسيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عندما مر على جثة أو رمة كلب أسود منتنة، وكان معه جماعة من الحواريين فقال أحدهم: ما أقبح لون هذا الكلب! وما أنتن رائحته! فقال سيدنا عيسى: ولكن ما أشد بياض أسنانه.

فلا يريد أن يتكلم بشيء بذيء وإن كان على الكلب، ولذلك فإن سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قالوا له: هذا سرق يا رسول الله! فقال: (لا تقولوا سرق، وإنما قولوا: أخذ).

ومن ذلك ما قاله اليهودي: (السام عليك يا محمد! -يعني: الموت عليك- فقال: وعليكم، فقالت السيدة عائشة: وعليكم السام واللعنة، يا أبناء القردة والخنازير، فقال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة! المؤمن ليس بفاحش ولا بذيء ولا صخاب في الأسواق)، على الرغم من إساءتهم، قال تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} [الفرقان:٦٣].