للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إعانة المرأة زوجها في التجارة]

والحديث التالي يبين علامة أخرى من علامات الساعة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لن تقوم الساعة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة).

الصحابة استغربوا، فأن تسمع الحيطان الكلام هذا أمر عادي، لكن أن تعين المرأة زوجها على التجارة فتصبح سيدة أعمال، أو رجل أعمال، جالسة في مكتبها وفيه ثلاثون تلفوناً وسكرتارية، وتتصل بالإسكندرية وببرج هونج كونج، وببرج في طوكيو وفي لندن، سعر الإسترليني اليوم كذا، فهذا مما يستغرب عند الصحابة وغيرهم من الفضلاء.

وفي رواية ثانية له: (تعيب) وهي رواية الترمذي، أي: (تعيب المرأة على زوجها في التجارة)، أي: تقول له: لست حاذقاً، الناس يضحكون عليك، ونحو هذا.

انظر إلى حال أم رومان مع زوجها أبي بكر، وكان من أكبر تجار المسلمين، ولم يضعها بجواره في التجارة، وإنما كانت تربي السيدة عائشة والسيدة أسماء وسيدنا عبد الرحمن وسيدنا عبد الله بن أبي بكر، وهم أبناء أبي بكر العظماء رضي الله عنهم أجمعين.

إذاً: فهي لم تهتم ولم تشغل نفسها بالتجارة مع أبي بكر، وفي هذا الزمان لم تعد مجرد إعانة، وإنما تحضر وقت البيع وتتدخل بأن تتم الصفقة أم لا.

مثلاً: عندك شركة فيها مكتب، وتريد أن تقوم بعمل مقاولة معينة لفلان، فهي لن تنتظرك، وامرأة صاحبك الذي ستتم لها الصفقة قد تعرقل وقد تعقد هذه الصفقة، مثلما وضحنا سابقاً أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان أمركم شورى بينكم، وأموالكم في أيدي سمحائكم أو كرمائكم، وأمركم بين أيديكم، فظاهر الأرض خير من بطنها) والعكس بالعكس (إذا كان أمراؤكم شراركم، وأموالكم في أيدي بخلائكم، وأمركم بين أيدي نسائكم، فبطن الأرض خير من ظهرها)، وهذا حصل أم لم يحصل؟ حصل.