اقتبسه من قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأنجشة- وكان يحدو بالإبل التي عليها نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع- ياأنجشة رويدك رفقا بالقوارير. قيل: شبه النساء بهن لضعف عزائمهن، وقلة دوامهن على العهد، لأن القوارير يسرع إليها الإنكسار، ولا يقبل الجبر. انتهى.
وليس بشيء، والأولى ما قاله في النهاية: شبههن بالقوارير من الزجاج لأنه يسرع غليها الكسر، وكان أنجشة يحدو وينشد القريض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن أو يقع في قلبهن حداؤه فأمر بالكف عنه، وفي المثل: الغنا رقية الزنا. وقيل: إن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت وأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة. انتهى.
وهذا أولى من الأول لدلالة المقام عليه.
ومنه قول أبي الحسن علي بن مفرج المنجم لما احترقت دار ابن صورة بمصر:
أقول وقد عاينت دار ابن صورة ... وللنار فيها مارج يتضرم.
كذا كل مال أصله من نهاوش ... فعما قليل في نهابر يعدم.
وما هو إلا كافر طال عمره ... فجاءته لما استبطأته جهنم.
اقتبسه من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من أصاب مالا من نهوش أهلكه الله في نهابر، والنهاوش بالنون في أوله والشين المعجمة في آخره: المظالم والإجحافات بالناس. والنهابر: المهالك؛ واحدها نهبرة ونهبورة بضم أولها.
ومن قول أبي جعفر الأندلسي:
لا تعاد الناس في أوطانهم ... قلما يرعى غريب في الوطن.
وإذا ما شئت عيش بينهم ... خالط الناس بخلق ذي حسن.
اقتبسه من قله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: اتق الله حيث كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالط الناس بخلق حسن.
وقول شمس الدين محمد بن عبد الكريم الموصلي:
ومنكر قتل شهيد الهوى ... ووجه ينبئ عن حاله.
اللون لون الدم من خده=والريح ريح المسك من خاله.
اقتبسه من قوله عليه السلام في وصف دم الشهيد: اللون لون الدم والريح ريح المسك.
وقول القاضي أحمد بن خلكان: انظر إلى عارضه فوقه=ألحاظه يرسل منها الحتوف.
وشاهد الجنة في خده ... لكنها تحت ظلال السيوف.
اقتبسه من قوله عليه السلام: الجنة تحت ظلا ل السيوف. قال في النهاية: هو كناية عن الدنو من الضراب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه.
واقتبس ذلك أيضاً لسان الدين بن الخطيب فقال:
أصبح الخد منك جن عدن ... مجتلى أعين وشم أنوف.
ظللته من الجفون سيوف ... جنة الخلد تحت ظل السيوف.
وقول الشيخ جعفر الخطي البحراني:
إني أعجب من هواي وجعلكم ... هجري على عكس القضية دابة.
فكأنكم قلتم ألا من حبنا ... فليستعد لهجرنا جلبابا.
اقتبسه من قول أمير المؤمنين علي عليه السلام: ألا من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا.
ومن الاقتباس من دراية الحديث- قول الشهاب أحمد بن يوسف الرعيني الغرناطي:
نسختي اليوم في المحبة أصل ... فعليها اعتماد كل عميد.
نقلوا مرسل المدامع منها ... وصحيح الهوى بغير مزيد.
قد رواها قبلي جميل وقيس ... حين هاما بكل لحظ وجيد.
وقول شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن صارو البعلي:
ومحدث حسن الحديث غدا به ... وجدي صحيحا والتسلي معضلا.
لو لم يكن صبري ضعيفاً عنه ما ... أجرى الأسى دمعي عليه مسلسلا.
وقول ابن جابر الأندلسي:
أرادت فؤادي للمحبة شاهدا ... فقلت لها هذي دموعي فاسألي.
فقالت لها جرح بخدك بين ... فتلك شهود عندنا لم تعدل.
وغن حديث الدمع عندي مرسل ... وليس على ما أرسلوا من معول.
فيا عجبا من حسنها وهو مالك ... ومرسل دمعي عنده غير معمل.
وقوله أيضاً:
نقل المسواك لي فيما روى ... أن ذاك الريق مسك وعسل.
قلت عمن قال عن ريقته ... قلت هذا خبر صح وجل.
من تبدى جوهريا ثغره ... صح في الحسن لدينا ما نقل.
وقول أبي إسحاق بن الحاج الغرناطي مع التورية:
رعى الله معطار النسيم فإنه ... رأى من غصون البان ما شاء من عطف.
وأبدى حديث الغيث وهو مسلسل ... لذلك لعمري ليس يخلو من الضعف.
وقوله أيضاً: