للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصفت ما أضمرت من حبه ... فقال لي المضمر لا يوصف.

وما أحسن قول أبي المحاسن يوسف بن إسماعيل الشواء:

هاتيك يا صاح ربى لعلع ... ناشدتك الله فعرج معي.

وانزل بنا بين بيوت النقا ... فقد غدت آهلة المربع.

حتى نطيل اليوم وقفا على ال ... ساكن أو عطفا على الموضع.

وقوله وكان كثيرا ما يستعمل هذا النوع في شعره:

وكنا خمسة عشر في التئام ... على رغم الحسود بغير آفة.

فقد أصبحت تنوينا وأضحى ... حبيبي لا تفارقه الإضافة.

وقوله في غلام عقد أحد صدغيه وأرسل الآخر:

أرسل صدغا ولوى قاتلي ... صدغا فأعيا بهما واصفه.

فخلت ذا في خده حية ... تسعى وهذا عقربا واقفة.

ذا ألف ليست لوصل وذا ... واو ولكن ليست العاطفة.

وقوله أيضاً:

هواك يا من له اختيال ... مالي على مثله احتيال.

قسمة أفعاله لحيني ... ثلاثة مالها انتقال.

وعدك مستقبل وصبري ... ماض وشوقي إليك حال.

وقوله أيضاً:

أرى الصفع أورد منه القذالا ... وأوسع من أخدعيه المجالا.

وأسلاه عن حب ذات اللمى ... وإن هي راقت وفاقت جمالا.

لئن كان قد حال ما بينه ... وبين الحبيبة صفع توالى.

فقد يحدث الظرف بين المضاف ... وبين المضاف إليه انفصالا.

وقوله أيضاً:

وجارة قلت لها ألا ... رعيت في الحب لنا إلا.

وطرفك الأزرق ما باله ... يحث فينا لحظة القتلا.

قالت ألا تقبل طرفا حكى ... لون سنان الرمح والشكلا.

قد عملت إن على أنها ... حرف وقد أشبهت الفعلا.

ومن لطيف ما يحكى هنا، إن شرف الدين بن عنين الشاعر مرض فكتب إلى الملك المعظم صاحب دمشق هذين البيتين:

انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي.

أنا كالذي احتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي.

فعاده الملك المعظم ومعه خمسمائة دينار، وقال له: أنت (الذي) وأنا (العائد) وهذه (الصلة) .

ونظم هذا المعنى الصفي الحلي يشكر رئيسا عاده في مرضه فقال:

لما رأت علياك أني كالذي ... أبدو فينقصني السقام الزائد.

وافيتني ووفيت لي بمكارم ... فنداك صلة وأنت العائد.

وقال أيضاً: وعلمت أني في محبتك الذي=فنداك لي صلة وبرك عائد.

وما ألطف قول البهاء زهير المصري في ذلك من قصيدة:

يقولون لي أنت الذي سار ذكره ... فمن صادر يثني عليك ووارد.

هبوني كما تزعمون أنا الذي ... فأين صلاتي منكم وعوائدي.

وما أحسن قوله منها:

فعلتم وقلتم واستطلتم وجرتم ... ولست عليكم في الجميع بواحد.

إذا كان هذا بالأقارب فعلكم ... فما الذي أبقيتم للأباعد.

وله في المعنى الأول:

فديت حبيبا زارني متفضلا ... وليس ذاك على التفضل زائدا.

وما كثرت مني إليه رسائل ... ولا مطلت بالوصل منه مواعد.

رآني عليلا في هواه فعاداني ... حبيب له بالمكرمات عوائد.

فمت كمدا يا حاسدي فأنا الذي ... له صلة ممن يحب وعائد.

وقال آخر:

لا تهجروا من لا تعود هجركم ... وهو الذي بلبان وصلكم غذي.

ورفعت مقداره بالإبتدا ... حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي.

وقال الشيخ شرف الدين العصامي من فضلاء العصر:

قد ذبت من ألم البعا ... د وسقمي المتزايد.

وأنا الذي موصول حبكم فهل من عائد.

وقال الأمير أمين الدين علي بن عثمان السليماني في المعنى:

وأنا الذي أضنيته وهجرته ... فهل صلة أو عائد منك للذي.

وقال ابن أبي حجلة:

قطع الأحبة عادتي من وصلهم ... فكأن قلبي بالتواصل ما غذي.

فإذا سمعتم في النحاة بعاشق ... منعوه من صلة له فأنا الذي.

وما أحلى قول ابن الوردي:

وشادن يقول لي ... ما المبتدأ وما الخبر.

مثلهما لي مسرعا ... فقلت أنا القمر.

وقوله أيضاً:

وأغيد يسألني ... أيبتدى بالمضمر.

قلت نعم كقولهم ... أنت شبيه القمر.

وقول بعضهم:

يا مانعي القلب إلا عن مودتهم ... وصار في الطرف إلا عنهم نظرة.

<<  <   >  >>