للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمن محاسنها قول القاضي أحمد بن عيسى المرشدي من قصيدة يمدح بها السيّد شهوان بن مسعود الحسني، وقد تقدم مطلع هذه القصيدة في حسن الابتداء، ومخلصها المشار إليه قوله:

صهباء تفعل بالألباب سورتها ... فعل السخاء بشهوان بن مسعود

وقول القاضي تاج الدين المالكي من قصيدة يمدح بها سلطان الحرمين الشريفين، الشريف مسعود بن إدريس، وقد تقدم إنشاد مطلعها أيضاً وما أحسن قوله منها:

لو شام برق الثنايا والتثني من ... تلك القدود انثنى عطفا لإسعادي

ولو رأى هادي الجيداء كان درى ... إن اشتقاق الهدى من ذلك الهادي

كم بات عقدا عليه ساعدي ويدي ... نطاق مجتمع المخفي والبادي

إلى أن قال:

وألهف نفسي على مغنى به سلفت ... ساعات أنس لنا كانت كأعياد

كأنها وأدام الله مشبهها ... أيام دولة صدر الدست والنادي

ذي الجود مسعود المسعود طالعه ... لا زال في برج إقبال وإسعاد

وقول شيخ شيوخنا العلامة محمد بن علي الحرفوشي، من قصيدة يمدح بها بعض أفاضل عصره:

يا ليتها إذ لم تجد بوصال ... سمحت بوعد أو بطيف خيال

جنحت لما رقش الوشاة ونمقوا ... من أنني سال ولست بسال

كيف السلو ولي فؤاد لم يزل ... لجحيم نيران الصبابة صال

ومدامع لولا زفيري لم يكد ... ينجو الورى من سحها المتوالي

ومنها:

هيفاء رنحها الدلال فأخجلت ... هيف الغصون بقدها الميال

في خدها الورد الجني وثغرها ... يحوي لذيذ الشهد والجريال

حجبت محياها الجميل ببرقع ... كرقيق غيم فوق بدر كمال

ونضت من الأجفان بيض صوارم ... ففرت بهن ولم تناد نزال

إلى أن قال:

لله ليلة أقبلت بدجنة ... فرقا من الواشين والعذال

ووفت كما شاء الغرام وانعمت ... بالقرب بعد تبرم ودلال

وحبت فؤادي بعد نار صدودها ... برد الوصال ومنتهى الآمال

فبلغت منها ما يؤمل وامق ... ونهبت منها الوصل خوف زوال

حتى بدا الصبح المنير كأنه ... وجه الوحيد الماجد المفضال

وقول الفاضل الأديب الشيخ حسين بن شهاب الدين الطبيب من قصيدة يمحد بها الوالد متع الله بحياته، أولها:

تبدت لنا والبدر للغرب جانح ... وكأس الكرى في راحة الطرف طافح

بحيث السها ترنو بعين كليلة ... وإنسانها في لجة الجو سابح

وحيث النجوم الزاهرات كأنها ... توقد منها في الظلام مصابح

كأن على الآفاق روض بنفسج ... وهن الظباء العيس فيه سوانح

فلما تجلى نورها نسخ الدجى ... فلا أعزل إلا غدا وهو رامح

لك الله شمس يكسف الشمس نورها ... وبدر لنور البدر في التم فاضح

كأن نجوم الليل ورق حمائم ... وفي كل جزء من محياك جارح

وبعدها الأبيات المذكورة في آخر القسم الأول من الالتفات، وبعدها:

لقد فتكت بي غارة منك شنها ... على القلب غاد من هواك ورائح

فلا نفع إن شطت بك الدار أو دنت ... وسيان عندي فيك لاح وناصح

سقى الله هاتيك المعاهد عارضا ... من المزن تمريه الرياح اللواقح

ليغدوا بها نشر الخزامى كأنما ... يخالطه من نشر دارين نافح

كأن خدود الورد والطل فوقها ... خدود الغواني فوقها الدمع ناضح

كأن ابتسام الروض والجو عابس ... محيا نظام الدين والدهر كالح

وقوله من أخرى يمدحه أيضاً، أولها:

سرت والليل محلول الوشاح ... ونسر الجو مبلول الجناح

وثغر الشرق يبسم عن رياض ... مكللة الجوانب بالأقاح

كأن كواكب الظلماء روم ... على دهم تهب إلى الكفاح

كأن المشتري والنجم ساق ... يدير على الندامى كأس راح

فوا عجباه هل يخفى سراها ... وقد أرجت برياها النواحي

من البيض الحسان إذا تجلت ... تخال جبينها فلق الصباح

مهفهة يغار البدر منها ... ويخجل قدها هيف الرماح

أبث لطرفها شكوى غرامي ... وهل يشكو الجريح إلى السلاح

وأطمع أن يزايلني هواها ... ومن ينجو من القدر المتاح

فلا تأوي لكسرة ناظريها ... فكم أودت بألباب صحاح

<<  <   >  >>