للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما بان لك العيب ... أما أنذرك الشيب.

وما في نصحه ريب ... ولا سمعك قد صم.

أما نادى بك الموت ... أما أسمعك الصوت.

أما تخشى من الفوت ... فتحتاط وتهتم.

فكم تسدر في السهو ... وتختال من الزهو.

وتنصب إلى اللهو ... كأن الموت ما عم.

وحتام تجافيك ... وابطاء تلا فيك.

طباعا جمعت فيك ... عيوبا شملها انضم.

إذا أسخطت مولاك ... فما تقلق من ذاك.

وإن أخفق مسعاك ... تلظيت من الهم.

وإن لاح لك النقش ... من الأصفر تهتش.

وإن مر بك النعش ... تغاممت ولا غم.

تعاصي الناصح البر ... وتعتاص وتزور.

وتنقاد لمن غر ... ومن هان ومن نم.

وتسعى في هوى النفس ... وتحتال على الفلس.

وتنسى ظلمة الرمس ... ولا تذكر ما ثم.

ولو لاحظك الحظ ... لما طاح بك اللحظ.

ولا كنت إذا الوعظ ... جلا الأحزان تغتم.

ستذري الم لا الدمع ... إذا عاينت لا جمع.

يقي في عرصة الجمع ... ولا خال ولا عم.

كأني بك تنحط ... إلى القبر وتنغط.

وقد أسلمك الرهط ... إلى أضيق من سم.

هناك الجسم ممدود ... ليستأ كله الدود.

إلى أن ينخر العود ... ويمسي العظم قد رم.

ومن بعد فلا بد ... من العرض إذا اعتد.

صراط جسره مد ... على النار لمن أم.

فكم من مرشد ضل ... ومن ذي عزة ذل.

وكم من عالم زل ... وقال الخطب قد طم.

فبادر أيها الغر ... لما يحلو به المر.

فقد كاد يهي العمر ... وما أقلعت عن ذم.

ولا تركن إلى الدهر ... وإن لان وإن سر.

فتلقى كمن اغتر ... بأفعى تنفث السم.

وخفض من تراقيك ... فإن الموت لاقيك.

وسار في تراقيك ... وما ينكل إن هم.

وجانب صعر الخد ... إذا ساعدك الجد.

وزم النطق إن ند ... فما أسعد من زم.

ونفس عن أخي البث ... وصدقه إن نث.

ورم العمل الرث ... فقد أفلح من رم.

ورش من ريشه انحص ... بما عم وما خص.

ولا تأس على النقص ... ولا تحرص على اللم.

وعاد الخلق الرذل ... وعود كفك البذل.

ولا تستمع العذل ... ونزهها عن الضم.

وزود نفسك الخير ... ودع ما يعقب الضير.

وهيئ مركب السير ... وخف من لجة اليم.

بذا وصيت يا صاح ... وقد بحت كمن باح.

فطوبى لفتى راح ... بآدابي يأتم.

وقوله أيضاً:

لزمت السفار ... وجبت القفار.

وعفت النفار ... لا جني الفرح.

وخضت السيول ... ورضت الخيول.

لجر ذيول ... الصبي والمرح.

ومطت الوقار ... وبعت العقار.

لحسو العقار ... ورشف القدح.

ولولا الطماح ... إلى شرب راح.

لما كان باح ... فمي بالملح.

ولا كان ساق ... دهائي الرفاق.

بأرض العراق ... بحمل السبح.

فلا تغضبن ... ولا تصخبن.

ولا تعتبن ... فعذري وضح.

ولا تعجبن ... لشيخ أبن.

بمغنى أغن ... ودن طفح.

فإن المدام ... تقوي العظام.

وتشقي السقام ... وتنفي الترح.

وأصفى السرور ... إذا ما الوقور.

أماط ستور ... الحيا واطرح.

وأحلى الغرام ... إذا المستهام.

أزال اكتتام ... الهوى وافتضح.

فبح بهواك ... وبرد حشاك.

فزند أساك ... به قد قدح.

وداو الكلوم ... وسل الهموم.

ببنت الكروم ... التي تقترح.

وخص الغبوق ... بساق يسوق.

بلاء المشوق ... إذا ما طمح.

وشاد يشيد ... بصوت تميد.

جبال الحديد ... له إن صدح.

وعاص النصيح ... الذي لا يبيح.

وصال المليح ... إذا ما سمح.

وجل في المحال ... ولو بالمحال.

ودع ما يقال ... وخذ ما صلح.

وخالف أباك ... إذا ما أباك.

ومد الشباك ... وصد من سنح.

وصاف الخليل ... وناف البخيل.

<<  <   >  >>