للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء)) (١).

والله تعالى يكره الإسراف وإضاعة المال، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً (٢)،ولا تفرقوا (٣)، ويكره لكم: قيل وقال (٤)، وكثرة السؤال (٥)، وإضاعة المال (٦))) (٧).

وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله - عز وجل - حرم عليكم عقوق الأمهات (٨)، ووأد البنات (٩)، ومنعاً وهات (١٠)، وكره لكم


(١) أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب الإسراف في الماء، برقم ٩٦، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ١/ ٢١، وفي إرواء الغليل، ١/ ١٧١.
(٢) الاعتصام بحبل الله: التمسك بعهده، وهو اتباع كتابه، والتأدب بآدابه ...
(٣) ولا تفرقوا: وهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وتألف بعضهم بعضاً، وهذه إحدى قواعد الإسلام.
(٤) قيل وقال: الخوض في أخبار الناس وحكاية ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم.
(٥) كثرة السؤال: قيل المراد به التنطع في المسائل والإكثار من السؤال عما لا يقع، ولا تدعو إليه حاجة، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك. وقيل: المراد به سؤال الناس أموالهم وما في أيديهم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك. وقيل: يحتمل أن المراد: كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره، فيدخل في ذلك سؤاله عما لا يعنيه، ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسؤول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله، فإن أخبره شق عليه ...
(٦) إضاعة المال: صرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف.
(٧) مسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، برقم ١٧١٥.
(٨) عقوق الأمهات: مأخوذ من الشق والقطع، وهو الأذى والعصيان، وهو: حرام من كبائر الذنوب، وكذلك عقوق الآباء. [النهاية لابن الأثير، مادة (عق)].
(٩) وأد البنات: دفنهن في حياتهن أحياء تحت التراب، وهذه من عادات الجاهلية.
(١٠) ومنعاً وهاتِ: فلا يمنع ما وجب عليه من الحقوق، ولا يطلب ما لا يستحقه.
وكل هذه التعليقات السابقة من شرح النووي على صحيح مسلم،١٢/ ٢٥١ - ٢٥٤.

<<  <   >  >>