للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبواب السماء، ويقول الربُّ: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)) (١)، وفي نسخة للترمذي بلفظ: (( ... حين يفطر)) (٢).

ثالثاً: فوائد صيام التطوع وحِكَمُه

صيام التطوع له فوائد ومنافع، وحِكم منها ما يأتي:

١ - الصوم وسيلة إلى التقوى؛ لأن النفس إذا انقادت للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله، وخوفاً من عقابه، فمن باب أولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام، فكان الصوم سبباً من أسباب التقوى.

٢ - الصوم وسيلة إلى شكر النعم؛ لأن كفَّ النفس عن الأكل والشرب، وسائر المفطرات من أجلِّ النعم؛ لأن الامتناع عن هذه النعم زمناً معتبراً يُعرِّف قدرها؛ لأن النعم مجهولة فإذا فُقِدَتْ عُرِفَتْ، فيحمل ذلك على القيام بشكر الله تعالى؛ ولهذا إذا أفطر الصائم وجد لذةً عظيمة للطعام والشراب البارد على الظمأ، فيشكر الله تعالى.

٣ - الصوم يكسر النفس ويحدّ من الشهوة؛ لأن النفس إذا شبعت رغبت في الشهوات؛ ولأن الشّبع، والرّيّ، ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر، والغفلة، وإذا جاعت امتنعت عما تهوى.


(١) ابن ماجه، برقم ١٧٥٢، والترمذي، برقم ٣٥٩٨، ورقم ٢٥٢٦، وأحمد، ١٥/ ٤٦٣، برقم ٩٧٤٣، وأحمد مطولاً، ١٣/ ٤١٠، برقم ٨٠٤٣، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،
٢/ ٨٦، وكلهم بلفظ: ((والصائم حين يفطر)).
(٢) سنن الترمذي، طبعه دار السلام، برقم ٢٥٢٦، ورقم ٣٥٩٨، والنسخة التي حققها أحمد شاكر، برقم ٢٥٢٦، في هذه النسخ بلفظ: ((حين يفطر))، وتقدم التفصيل في المبحث الثاني.

<<  <   >  >>