للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: التعبئة القتالية والإعداد العسكري.]

إن قيام عمر رضي الله عنه بالتعبئة القتالية، وتهيئة الجيوش للغزو والجهاد أمر لا يحتاج إلى دليل يثبته، وقرينه تؤيده، فلولا فضل الله ثم قيامه رضي الله عنه بذلك على أكمل وجه، لما كانت تلك الفتوحات العظيمة، التي أزالت دولة الفرس، وضمت أجزاء كبيرة وهامة من دولة الروم، كبلاد الشام، ومصر إلى حظيرة الدولة الإسلامية.

ولكن المراد بالحديث عن ذلك بيان الكيفية التي أعد بها عمر رضي الله عنه جنده، وجعل منهم جنداً أوفياء، وقادة أكفاء للقيام بتلك الفتوحات الجليلة، ولبيان سياسته رضي الله عنه في إعداد القوات، وشحن الثغور، ويمكن الحديث عن ذلك في ثلاث مسائل:

[المسألة الأولى: الاهتمام بالقدرة القتالية، واللياقة البدنية للجند.]

فقد عمل عمر رضي الله عنه على تهيئة جنده عسكرياً، وتدريبهم على حمل السلاح واستخدامه بمهارة عالية.

كتب عمر رضي الله عنه: أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي (١).


(١) رواه عبد الرزاق / المصنف ٩/ ١٩، سعيد بن منصور / السنن / الأعظمي ٢/ ١٧٢، البلاذري / أنساب الأشراف ص ٢٨١، أحمد / المسند ١/ ٤٦، ابن أبي الدنيا / العيال ٢/ ٥٧٩، البيهقي / السنن الكبرى ٦/ ٢١٤.
وفي إسناده عند عبد الرزاق عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف تق ٣٦١، وهو عند سعيد معضل من رواية حكيم بن حكيم الأنصاري صدوق، من الخامسة، وروايته عن عمر معضلة.
وإسناده عند ابن أبي الدنيا منقطع من رواية أبي قلابة الجرمي عن عمر رضي الله عنه، وهو ثقة من الثالثة.
ومداره عند سائر من رواه على عبد الرحمن بن عياش عن حكيم بن حكيم بن عباد، وهما صدوقان، وبقية رجاله عند أحمد ثقات وسنده متّصل. فالأثر حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>