كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

الفصل الثالث: حياة عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه - المبحث الأول: حياة عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم - ج: 1 - ص: 467

[المبحث الأول: حياة عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم]

وفيه مطلبان

المطلب الأول: محبّة عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وعنايته ورأفته به وتوقيره له.

لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم في نفس عمر رضي الله عنه منزلة عالية لا تدانيها منزلة أحد من الخلق، فكان صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه قال رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيده: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر" (١).

وقال رضي الله عنه لفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك (٢).

---

(١) رواه البخاري / الصحيح ٤/ ١٤٨، أحمد / المسند ٤/ ٢٣٣، البيهقي / شعب الإيمان ٣/ ٥٤٠.
(٢) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٧/ ٤٣٢، الخطيب البغدادي / تاريخ بغداد ٤/ ٤٠١، صحيح من طريق ابن أبي شيبة. قال: حدّثنا محمّد بن بشر نا عبيد الله بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم.