وروي أن عمرو بن العاص رضي الله عنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على مائدته جاثياً على ركبتيه، وأصحابه كلهم على تلك الحال، وليس في الجفنة فضل لأحد يجلس، فسلم عمرو على عمر، فرد عليه السلام، قال عمرو بن العاص؟ قال: نعم، فأدخل عمر يده في الثريد فملاها ثريداً ثم ناولها عمرو بن العاص، فقال: خذ هذا، فجلس عمرو، وجعل الثريد في يده اليسرى، ويأكل باليمنى، ووفد أهل مصر ينظرون إليه، فلما خرجوا، قال الوفد لعمرو: أي شيء صنعت؟!
فقال عمرو: إنه والله لقد علم أني بما قدمت به من مصر لغني عن الثريد الذي ناولني، ولكن أراد أن يختبرني، فلو لم أقبلها للقيت شراً (١).
[ثانياً: معاونته ومساعدته على أعباء الخلافة.]
لقد بين عمر رضي الله عنه أنه إنما يستعمل الولاة ليعاونوه على
(١) رواه ابن عبد الحكم/ فتوح مصر ص ١٧٩، وفي إسناده عبد الله بن صالح الجهني، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، وفيه إعضال، فهو من رواية يزيد ابن أبي حبيب بن أبي ثابت عن عمر وهو ثقة، من الخامسة، فالأثر ضعيف.