للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: شهادة الصحابة رضوان الله عليهم والتابعيين ومن بعدهم له بالفضل]

[المطلب الأول: شهادة الصحابة رضي الله عنهم لعمر رضي الله عنه بالفضل.]

وفيه مطلبان

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون لعمر رضي الله عنه منزلته ومكانته من النبي صلى الله عليه وسلم، ويعرفون له فضله وبلاءه في الإسلام، قال عبد الله بن حوالة (١) رضي الله عنه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بجب رومة (٢)، وهو يكتب الناس، فرفع رأسه إلي، فقال: يا عبد الله بن حوالة،


(١) عبد الله بن حوالة، نسبه الواقدي في بني عامر بن لؤي، وقال الهيثمبن عدي: هو من الأزد وهو الأشهر في ابن حوالة أنه أزديّ، ويشبه أن يكون حليفاً لبني عامر بن لؤي. توفي بالشّام سنة ثمانين. ابن عبد البرّ/ الاستيعاب ٣/ ٣٠.
(٢) الجُبُّ: البئر، وقيل: هي البئر التي لم تطو. وقيل: هي الجيدة الموضع من الكلأ. وقيل: مما وجد لا مما حفره الناس. ابن منظور / لسان العرب ٢/ ١٦٢.
أما بئر رومة فهي: البئر التي اشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه عن أحد المزنيين وتصدق بها في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي بئر جاهلية قديمة. انظر: السمهودي / وفاء الوفاء. تقع هذه البئر في عرصة العقيق الكبرى، بقرب مجمع الأسيال (زغابة) بشمالي غربي المدينة، يبعد عنها نحو نصف ساعة، وقطرها ٤ أمتار وعمقها ١٢ متراً، وهي غزيرة المياة، وماؤها عذب صافي خفيف للغاية، ولعذوبة مائها وغزارته رغب النبي صلى الله عليه وسلم في شرائها وجعلها وقفاً للمسلمين، وتستأجرها اليوم في سنة ١٣٩٢ هـ وفيما قبلها وزارة الزراعة والمياة السعودية، وجعلتها حديقة عامة. عبد القدوس الأنصاري / آثار المدينة ص ٢٤٠، ٢٤١، وانظر: أحمد الخياري / تاريخ معالم المدينة ص: ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>