للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسألة الثانية: واجبات الخليفة نحو رعيته.]

كان عمر رضي الله عنه شديد الخشية والمراقبة لله عز وجل في جميع أحواله، ولقد كان في تعامله مع رعيته أشد خشية لله وخوفاً من أن يضيع ما استرعاه الله عز وجل.

قدم معاوية بن حديج (١) رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه بفتح الاسكندرية، وأناخ راحلته، فخرجت جارية لعمر رضي الله عنه فرأته وعليه أثر السفر، فأدخلته، فقربت إليه خبزاً وزيتاً وتمراً، فأكل، فقال عمر لمعاوية رضي الله عنهما: ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد؟ قال: قلت: إن أمير المؤمنين قائل (٢)، قال عمر: بئس ما قلت أو بئس ما ظننت، لئن نمت النهار لأضيعن الرعية، ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي، فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية (٣)؟!


(١) معاوية بن حُديج الكندي أبو عبد الرحمن رضي الله عنه، صحابي صغير. تق ٥٣٧.
(٢) أي: نائمٌ نوم القيلولة.
(٣) رواه أحمد / الزهد ص ١٥٢، ابن عبد الحكيم / فتوح مصر ص ٨١، ومداره على موسى بن عُلي اللخمي. قال الذهبي: ثبت صالح. الكاشف ٢/ ٣٠٦. وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ تق ٥٥٣، وبقية رجاله عند أحمد ثقات، فالأثر حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>