كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

بعض الأخبار المتعلّقة بعمر رضي الله عنه بعد وفاته - ٣ - رؤية العباس بن عبد المطلب له في منامه رضي الله عنه - ج: 2 - ص: 1138

وليس في هذا الأثر دلالة على أنّ الشّمس كسفت لموته رضي الله عنه وتعظيماً لشأنه، وإنما ذلك تخويف منه سبحانه وتعالى لعباده. قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ الشّمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلّوا" (١).

[٣ - رؤية العباس بن عبد المطلب له في منامه رضي الله عنه]

روي أنّ العباس بن عبد الملطب كان خليلاً لعمر، فلما أصيب عمر جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام، فرآه بعد حول هو يمسح العرق عن جبينه، فقال: ما فعلت؟ قال: هذا أوان فرغت، وإن كاد عرشي ليهد لولا أنّي لقيته رؤوفاً رحيماً (٢).

---

(١) رواه البخاري/ الصحيح ١/ ١٨٤، باب الصّلاة في كسوف الشّمس.
(٢) رواه ابن سعد/الطبقات ٣/ ٣٧٥، البلاذري/ أنساب الأشراف ص: ٣٨٩، ابن شبه/ تاريخ المدينة ٣/ ١٦٢، ١٦٣، أبو نعيم/ حلية الأولياء ١/ ٥٤، قال ابن سعد: أخبرنا المعلي بن أسد، قال: أخبرنا وهيب بن خالد عن موسى بن سالم، قال: حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال: كان العباس … الأثر.
وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى موسى بن سالم أبو جهضم فهو صدوق تق: ٥٥٠. وعبد الله بن عبيد الله بن العباس ثقة من الرّابعة لم تذكر له رواية عن جدّه العباس وإنما يروي وأما الطّريق الثانية: فقد قال فيها: حدّثنا أبو بكر أحمد بن السدي، ثنا الحسن بن علوية، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا هياج بن بسطام عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنّه قال: ما كان شيء أحبّ إليّ أن أعلمه من أمر عمر … الأثر.
فالرّائي فيه هنا عبد الله بن عمر، وليس العباس أو ابنه عبد الله.
وفي هذا الإسناد إسماعيل بن عيسى العطار ضعّفه الأزدي وصحّحه غيره. ميزان الاعتدال ١/ ٢٤٥. وفيه هياج بن بسطام التميمي البرجمي ضعيف من السّابعة تق: ٥٧٦. فالسند ضعيف وكذلك متنه.