للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال طارق بن شهاب (١) رحمه الله: خرجنا حجاجاً، فأوطأ رجل منا يقال له أربد ضباً ففزر ظهره، فقدمنا على عمر رضي الله عنه، فسأله أربد فقال عمر: احكم يا أربد فيه، فقال: أنت خير مني يا أمير المؤمنين وأعلم، فقال عمر رضي الله عنه: إنما أمرتك أن تحكم فيه، ولم آمرك أن تزكيني. فقال أربد: أرى فيه جدياً (٢)، قد جمع الماء والشجر، فقال عمر: فذلك فيه (٣).

[المسألة الخامسة: وضع التأريخ الهجري]

إن من الأعمال الجليلة التي قام بها عمر رضي الله عنه خدمةً للعلم والمعرفة وضعه رضي الله عنه التأريخ الهجري الذي حفظ الله به للأمة تراثها وثقافتها.

وقد رويت في ذلك عدة آثار تدل بمجموعها على أن عمر رضي الله عنه هو أول من وضع التأريخ الهجري، فقد روي أن عمر رضي الله عنه رفع إليه صك محلة في شعبان فقال عمر: أي شعبان الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئاَ


(١) تقدمت ترجمته في ص: (٢٢١).
(٢) الجَدي: ولد المعز بعدما يفطم، ابن ستة أشهر. معجم لغة الفقهاء ص ١٦١.
(٣) رواه الشافعي / المسند ص ١٣٤، البيهقي / السنن الكبرى ٥/ ١٨٢، ١٨٥. صحيح من طريق الشافعي. قال: أخبرنا ابن عيينة، أخبرنا مخارق عن طارق ابن شهاب، قال: خرجنا … الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>