وهذه أسماء ولاته رضي الله عنه على المدن والأمصار الإسلامية:
[١ - المدينة النبوية.]
إن لمدينة النبيّ صلى الله عليه وسلم منزلة ومكانة متميزة عن بقية مدن الخلافة الإسلامية، فهي مقر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفيها مسكنه صلى الله عليه وسلم، وقبره، وفيها مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان مدرسة الإسلام الأولى التي تخرج منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ملؤوا الأرض علماً وإيماناً ونوراً، فكانوا هم العلماء العاملين القادة الفاتحين.
والمدينة هي عاصمة دولة الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصّديق رضي الله عنه. وكذا كانت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لها مكانتها العالية فهي مقرّ الخلافة وفيها يقيم الخليفة عمر رضي الله عنه وأهل مشورته ووزراؤه من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها تدار شؤون الدولة الإسلامية، وتبعث الجيوش الإسلامية إلى بلاد فارس والعراق والشام وإفريقية، وإليها ترسل الغنائم والفيئ والزكاة، ومنها يبعث الأمراء على البلدان والأقاليم.
وكان عمر رضي الله عنه يقيم بالمدينة وكان هو الذي يتولى أمر الرعية فيها ويقف على أحوالهم ويقضي حوائجهم، فلم يكن بحاجة لأمير يعاونه في ذلك، ولكنه رضي الله عنه كان يستخلف على المدينة من يقوم مقامه عند غيابه وممن استخلف عمر رضي الله عنه على المدينة: