للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الأول: سياسة عمر رضي الله عنه في تولية الولاة وعزلهم، وفيه مسألتان.

[المسألة الأولى: سياسة عمر رضي الله عنه في تولية الولاة.]

كانت سياسة عمر رضي الله عنه في تولية الولاة على الأمصار مبنية على اختيارهم من صفوة الرعية، وممن توفرت فيهم الخصال والشروط التالية:

[١ - أن يكون الوالي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.]

فقد لاحظ عمر رضي الله عنه في الوالي أن يكون صحابياً، وإن المتتبع لأخبار ولاة عمر رضي الله عنه على الأمصار والأقطار الإسلامية مثل مكة والمدينة واليمن والشام، ومصر والعراق وعمان وغيرها يتضح لديه أنهم كانوا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وربما كان هناك عدد قليل من غير الصحابة ممن روى أن عمر رضي الله عنه أسند إليهم ولاية بعض المدن وسيأتي ذكرهم إن شاء الله عند الكلام على أسماء ولاة عمر رضي الله عنه.

قال عمر رضي الله عنه: قد علمت والله متى تهلك العرب، إذا ساس أمرهم من لم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعالج أمر الجاهلية (١).


(١) رواه ابن سعد/ الطبقات ٦/ ١٢٩، الجعد/ المسند ٢/ ٨٧٦، الحاكم/ المستدرك ٤/ ٤٢٨، أبو نعيم/ حلية الأولياء ٧/ ٢٤٣، ومداره على المستظل ابن الحصين البارقي يروي عن عمر رضي الله عنه، وقد وثقه ابن سعد فقال: كان ثقة قليل الحديث، الطبقات ٦/ ١٢٩.
وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، الجرح والتعديل ٨/ ٤٢٩. وذكره ابن حبان في الثقات ٥/ ٤٦٢، وبقية رجاله عند ابن سعد ثقات، فالأثر صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>