كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

سياسة عمر رضي الله عنه في تولية الولاة على الأمصار مبنية على اختيارهم من صفوة الرعية، وممن توفرت فيهم الخصال والشروط التالية - ٢ - أن لا يكون الوالي من قومه رضي الله عنه. - ج: 2 - ص: 623

[٢ - أن لا يكون الوالي من قومه رضي الله عنه.]

فلم يول عمر رضي الله عنه أحداً من قومه بني عدي سوى ما روي من توليته النعمان بن عدي بن نضلة (١) على ميسان (٢).

بل لقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يجنب قرابته الولاية والخلافة من بعده وأوصى مَنْ بَعْدَهُ من الخلفاء بعدم تولية قراباتهم وحملهم على رقاب الناس، فلما طعن رضي الله عنه، وطلب منه أن

---

(١) النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، من مهاجرة الحبشة، وهو أول وارث في الإسلام. ابن عبد البر/ الاستيعاب ٤/ ٦٥.
(٢) مَيْسان: اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط وفي هذه الكورة أيضاً قرية فيها قبر عزير النبيّ عليه السلام … وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فتحت ميسان في أيامه ولاها النعمان بن عدي بن نضلة. ياقوت/ معجم البلدان ٥/ ٢٤٢، ٢٤٣.
وفي المنجد مَيسان منطقة في جنوب العراق على شط العرب. ص ٥٦٣/ الأعلام.
رواه ابن إسحاق/ السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ١٤، ١٥، مؤرج السدوسي/ حذف من نسب قريش ص ٨٢، ٨٣. ابن سعد/ الطبقات ٤/ ١٤٠، البلاذري/ فتوح البلدان ص ٣٧٨، ابن أبي الدنيا/ ذم المسكر ص ٦٩، وهو عند ابن إسحاق ومؤرج والبلاذري، وابن أبي الدنيا من غير إسناد وفيه عند ابن سعد الواقدي. ابن عبد البر/ الاستيعاب ٤/ ٦٥، من غير إسناد.