كان ولاة المدن والبلاد التابعة للدّولة الإسلاميّة في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم هم المكلّفون بمهمة القضاء بين النّاس، خاصّة في المناطق البعيدة من المدينة حيث لا يتمكن النبيّ صلى الله عليه وسلم من النّظر في قضايا المسلمين والحكم فيها لبعدها، أما في المدينة وما حولها، وما قرب منها من المدن الإسلاميّة فإنه صلى الله عليه وسلم كان هو الذي يقوم بالقضاء فيها بين النّاس.
وفي العام التاسع من الهجرة النّبويّة بعد أن فتح النبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة وفرغ من غزوة حنين والطائف وتبوك وأسلمت قريش وثقيف جاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام من جميع أنحاء الجزيرة العربيّة، وسمي هذا العام بعام الوفود. فانتشر الإسلام في الجزيرة العربيّة وأسلمت قبائلها المختلفة في شرقها وغربها، وشمالها ووسطها وجنوبها، كعبد القيس وتميم وطيئ وأسد وبني حنيفة وهمدان والأشعريين وغيرها من قبائل العرب.
وبذلك توحدت الجزيرة العربيّة سياسياً لأوّل مرّة في تاريخها تحت راية التوحيد بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمكن صلى الله عليه وسلم من تحقيق هذه الوحدة