كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

المبحث الأول: الاهتمام بالنواحي الدينية الفكرية - المطلب الرابع: الاهتمام بالعلم والعلماء - ج: 2 - ص: 869

[المطلب الرابع: الاهتمام بالعلم والعلماء]

إن منزلة العلم والعلماء في الإسلام منزلة عالية ورفيعة فقد حض القرآن الكريم والسنة المطهرة على تعلم العلم النافع، ورفع الإسلام من شأن العلماء وأعلى منزلتهم وقدرهم، وقد عرف عمر رضي الله عنه للعلم أهميته، وللعلماء قدرهم.

وسأتناول ذلك بالبيان في عدة مسائل:

[المسألة الأولى: الحث على تعلم العلم]

فقد حث عمر رضي الله عنه رعيته على تعلم العلوم النافعة فكان يحثهم على التفقه في الدين الذي هو شرط قبول العمل، فلا يقبل العمل إلا أن يكون موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سنته الصحيحة، ولاشك أن التفقه في الدين شامل للعقائد والعبادات والمعاملات، قال عمر رضي الله عنه: تفقهوا قبل أن تسودوا (١)، وقال رضي الله عنه: تفقهوا في الدين (٢).

---

(١) رواه الدارمي / السنن ١/ ٧٩، وكيع /الزهد ١/ ٣٢٧، ٣٢٨. صحيح من طريق وكيع. قال: حدّثنا ابن عون عن ابن سيرين عن الأحنف، قال: قال عمر … الأثر.
(٢) رواه عبد الرزاق / المصنف ٤/ ٣٢٣، سعيد بن منصور / السنن ٢/ ٣١٤، س ٣١٥، ابن أبي شيبة / المصنف ٦/ ١١٦، وفي إسناده عند عبد الرزاق شيخه عبد الله بن كثير لم أعرفه، وهو منقطع من رواية الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه، ورجاله عند سعيد ما بين ثقة وصدوق وهو منقطع أيضاً من رواية الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه، ورجاله عند ابن أبي شيبة ثقات وهو منقطع من رواية عمرو بن دينار عن عمر رضي الله عنه، وهو ثقة من الرابعة. فالأثر يرتقي بمجموع طرقه لدرجة الحسن لغيره.