كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

المسألة الأولى: الاهتمام بالأنساب - ٤ - التحذير من التفاخر بالأنساب ومعاقبة من فعل ذلك، والإنكار عليه - ج: 2 - ص: 1002

[٤ - التحذير من التفاخر بالأنساب ومعاقبة من فعل ذلك، والإنكار عليه]

بلغ عمر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا آل بني تميم، فحرم عمر رضي الله عنه بني تميم العطاء سنة، ثم أعطاهم في رأس السنة عطاءين (١)، وذلك تأديباً لهذا الرجل الذي أراد إثارة العصبيات والحميات الجاهلية.

ومن الآثار المروية عن عمر رضي الله عنه الدالة بمجموعها على معاقبة عمر رضي الله عنه من اعتز وتفاخر بقومه ونسبه.

روي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أما بعد، فإنه بلغني أنه دعي في جندك بدعوى الجاهلية، وأنه قيل: يا آل ضبة، إن ضبة لم تجز خيراً قط، ولم تدفع سوءاً قط، فإذا جاءك كتابي هذا، فأنزل بهم عقوبة في أشعارهم وأبشارهم، لعلهم يعرفون إن لم يفقهوا (٢).

---

(١) رواه عبد الرزاق / الأمالي ص ٧٨، ابن أبي شيبة / المصنف ٧/ ٤٦٣، صحيح من طريق عبد الرزاق. قال: أنا ابن المبارك عن عاصم عن أبي عثمان، قال: بلغ عمر … الأثر.
(٢) رواه عبد الرزاق / الأمالي ص ٧٧، ابن أبي شيبة / المصنف ٧/ ٤٥٦، ومداره على عامر الشعبي روايته عن عمر منقطعة، وبقية رجاله عند عبد الرزاق ثقات. فالأثر ضعيف.