للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الرابع: حياته في الإسلام وفيه ثلاث مسائل:

[المسألة الأولى: التزامه الديني.]

١ - قوة إيمانه: لقد كان عمر رضي الله عنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم المقربين وممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بكمال الإيمان وصدق اليقين وذلك ثابت بالأحاديث الصحيحة التي سوف يأتي الكلام عليها في ذكر فضائل عمر رضي الله عنه بمشيئة الله تعالى.

ومن أقواله وأفعاله رضي الله عنه الدالة على صدق إيمانه واتباعه وتحقيقه التوحيد:

قوله رضي الله عنه وهو يستلم الحجر الأسود ويقبله: "أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" (١).


(١) رواه البخاري/ الصحيح ١/ ٢٧٨، ٢٧٩، مسلم/ الصحيح/ شرح النووي ٩/ ١٥ - ١٧ وغيرهم، ورواه الحاكم/ المستدرك ١/ ٤٥٧، ٤٥٨، وفيه زيادة وهي أن علي بن أبي طالب قال لعمر بعد قوله ذلك: بلى يا أمير المؤمنين، إنه يضر وينفع، قال عمر: بم؟ قال: بكتاب الله، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} خلق الله آدم، ومسح على ظهره، فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق، فقال: أشهد لمن وفاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد"، فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن، وفي إسناد هذه الرواية عند الحاكم: عمارة بن جوين أبو هارون العبدي، قال الذهبي: أبو هارون ساقط. وقال ابن حجر: متروك، ومنهم من كذبه شيعي من الرابعة. تق ٤٠٨، ورواه البيهقي/ شعب الإيمان ٥/ ٥٨٧، ٥٨٩ من طريق الحاكم.
ر

<<  <  ج: ص:  >  >>