المطلب الثاني: الأحاديث الدالة على كمال دينه وسعة علمه، وفيه مسألتان:
[المسألة الأولى: الأحاديث الدالة على كمال دينه وقوة إيمانه وفرار الشيطان منه.]
ومن فضائل عمر رضي الله عنه شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بصدق الإيمان وكمال الدين وفرار الشيطان منه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: "بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها، فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم، فإني أومن بهذا وأبو بكر وعمر وما هما ثم، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم، فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم"(١).
(١) رواه البخاري / الصحيح ٢/ ٤٥، ٤٦، ٢٦١، ٢٩٠، مسلم / الصحيح / شرح النووي ١٥/ ١٥٦، ١٥٧، الترمذي / السنن ٥/ ٢٧٩، وغيرهم.