للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإحراق ما عداه من المصاحف كما ثبت ذلك في الصحيح (١).

[ثانياً: تحريه وتشدده في قبول القراءات التي كان الصحابة رضوان الله عليهم يقرؤون بها]

فكان رضي الله عنه إذا سمع من أحد من الصحابة رضي الله عنهم قراءة تخالف ما سمعه وأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه يقرأ بها حتى يتوثق ويتحقق من ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال رضي الله عنه: سمعت هشام بن حكيم بن حزام (٢) يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكدت أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها، فقال لي: "أرسله"، ثم قال له: "اقرأ"، فقرأ، قال: "هكذا أنزلت"، ثم قال لي: "اقرأ": فقرأت، فقال: "هكذا أنزلت، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر" (٣).

ووجد عمر رضي الله عنه مصحفاً في حجر غلام له، فيه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أبٌ لَهُمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهاتُهُمْ} (٤)، فقال:


(١) رواه البخاري / الصحيح ٣/ ٢٢٥.
(٢) هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي، صحابي بن صحابي رضي الله عنه. تق ٥٧٢.
(٣) رواه البخاري / الصحيح ٢/ ٦١، ٣/ ٢٢٦، ٢٢٧، ٢٣٤، ٤/ ١٩٨، ٣٠٨، ٣٠٩، مسلم / الصحيح / شرح النووي ٦/ ٩٨، ١٠١ وغيرهما.
(٤) سورة الأحزاب الآية (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>