كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

المطلب الثاني: الاهتمام بالمصالح الشخصية، وفيه أربعة مسائل - المسألة الثالثة: الاهتمام بالمساكن - ج: 2 - ص: 1031

النعمة والتوسيع على النفس، والتجمل بما أباح الله من اللباس، قال رضي الله عنه، إذا وسع الله عليكم، فأوسعوا، جمع رجل عليه ثيابه، صلى رجل في إزار ورداء وقميص في إزار، وقباء (١) في تبان (٢)، في تبان وقميص (٣).

[المسألة الثالثة: الاهتمام بالمساكن]

حث عمر رضي الله عنه على الاهتمام بالمساكن وإصلاحها، والمحافظة على مرافقها حتى تبقى صالحة للعيش، والإقامة فيها، قال رضي الله عنه: أصلحوا مثاويكم (٤).

ولكنه رضي الله عنه نهى رعيته عن الإفراط في الاهتمام بالمنازل وتزيينها بما يصل لحد المباهاة والسرف والبذخ، وعاقب رضي الله عنه من فعل ذلك.

بلغه رضي الله عنه أن ابناً له ستر جدران منزله، وجللها زيادة في تزيينها وتجميلها، فقال رضي الله عنه: لئن كان ذلك لأحرقن بيته (٥).

---

(١) القّبَاء: ثوب يلبس فوق الثياب أو القميص. المعجم الوسيط ٢/ ٧١٣.
(٢) التبان: سراويل قصيرة إلى الركبة، أو ما فوقها، تستر العورة. المصدر السابق ١/ ٨٢.
(٣) رواه البخاري / الصحيح ١/ ٧٦، ٧٧، مالك / الموطأ ٢/ ٨١، ٨٢، وغيرهما.
(٤) حسن لغيره، تقدم الكلام عليه في ص: (١٠١٦). وهو جزء من الأثر "فرقوا عن المنية … ".
(٥) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٥/ ٢٠٤، صحيح. قال: حدّثنا يعلى بن عبيد عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر، قال: بلغ عمر … الأثر.