للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرفونه، فقال بعضهم: اكتبوا عن تاريخ الروم، فقيل إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين، فهذا يطول، وقال بعضهم: اكتبوا عن تاريخ الفرس، فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح من كان قبله، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التاريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (١).

وروي أن عاملاً لعمر رضي الله عنه جاء من اليمن، فقال لعمر رضي الله عنه: أما تؤرخون، تكتبون في سنة كذا وكذا، من شهر كذا وكذا؟ فأراد عمر رضي الله عنه والناس أن يكتبوا من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: من عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أرادوا أن يكون ذلك من عند الهجرة، ثم قالوا: من أي شهر؟ فأرادوه أن يكون من رمضان، ثم بدا لهم، فقالوا من المحرم (٢).


(١) رواه الطبري / التاريخ ٢/ ٣. قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا خالد بن حيان أبو يزيد الخزاز عن فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران، قال: رفع إلى عمر فذكر الأثر.
محمّد بن إسماعيل لعلّه الإمام البخاري. وقتيبة بن سعيد ثقة من العاشرة تق: ٤٥٤. وخالد بن حيان أبو يزيد الخزاز صدوق يخطئ تق: ١٨٧. وفرات بن سليمان لعلّه الذي ذكره الذهبي، وقال: لا بأس به. ميزان الاعتدال ٣/ ٣٤٢. ميمون بن مهران الجزري ثقة من الرابعة تق: ٥٥٦. روايته عن عمر منقطعة. فالأثر ضغيف.
(٢) رواه خليفة بن خياط/ التاريخ ص: ٥١. قال: أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: نا قرة بن خالد عن محمّد بن سيرين، قال: قال عامل لعمر وذكر الأثر.
عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثقة تق: ٣٣١. وقرة بن خالد ثقة من السادسة تق: ٤٥٥. ومحمّد بن سيرين ثقة من الثالثة روايته عن عمر منقطعة. وقد أثنى العلماء على مراسيله.
ابن شبة/ تاريخ المدينة ٢/ ٣٢٧. قال: حدّثنا وهب بن جرير، قال: حدّثنا قرة ابن خالد به مثله عن ابن شبه.
الطبري/ التاريخ ٢/ ٣. قال: حدّثنا أمية بن خالد وأبو داود الطيالسي عن قرة ابن خالد بالإسناد السابق. فالأثر ضعيف لانقطاعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>