للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنده مائة جارية وأربع جوار أخذهن من آبائهن لئلا يوأدن، وفيه يقول الفرزدق:

جدي الذي منع الوائدات … وأحيا الوئيد فلم يوأد (١).

وأما عمر رضي الله عنه فقد ذكر عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية.

ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ولكني وجدت الأستاذ عباس محمود العقاد أشار إليها في كتابه عبقرية عمر، فقال: وخلاصتها: أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه إذ ضحك قليلاً، ثم بكى، فسأله من حضر؟ فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة (٢)، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي، أما بكائي، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض التراب عن لحيتي، فدفنتها حية ....

وقد شكك العقاد في صحة هذه القصة لأن الوأد لم يكن عادة شائعة بين العرب وكذلك لم يشتهر في بني عدي ولا أسرة الخطاب التي عاشت منها فاطمة أخت عمر وحفصة أكبر بناته وهي التي كنى


(١) أبو جعفر بن حبيب/ المحبر ص: ١٤١.
(٢) العجوة: نوع من تمر المدينة أكبر من الصَّيْماني يضرب إلى السواد. النهاية في غريب الحديث/ ابن الأثير ٣/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>