للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: مطرس، فقد أمنه، وإذا قال: لا تدحل (١) فقد أمنه، فإن الله يعلم الألسنة (٢).

وأجاز عمر رضي الله عنه أمان العبد، وبين رضي الله عنه أنه لا فرق بين أن يؤمن العدو حر أو عبد من المسلمين، وإليك هذه القصة الدالة على ذلك، وفيها دلالة أيضاً على شدة تحري عمر رضي الله عنه العدل وترك الظلم حتى مع أعداء الإسلام، وفيها دلالة واضحة على الهدف السامي، والغاية النبيلة من الفتح الإسلامي، وهي نشر الدين وليس نهب خيرات البلاد المفتوحة، وسبي ذراريها ونسائها.

قال فضيل بن زيد الرقاشي رضي الله عنه (٣)، وكان غزا على عهد عمر رضي الله عنه سبع غزوات: بعث عمر جيشاً، فكنت في ذلك الجيش،


(١) دَحَل، قال ابن منظور: قال شمر: سمعت علي بن مصعب يقول: لا تدحل بالنبطية، أي لا تخف. لسان العرب ٤/ ٣٠٢.
(٢) رواه مالك/ الموطأ ١/ ٣٥٨، عبد الرزاق/ المصنف ٥/ ٢١٩، سعيد بن منصور/ السنن/ الأعظمي ٢/ ٢٣٠، صحيح من طريق سعيد.
قال: نا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: أتانا كتاب عمر … الأثر.
ورواه أيضاً فقال: نا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق.
(٣) تقدمت ترجمته في ص: (١٠٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>