للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن موافقات القرآن لعمر رضي الله عنه موافقته له في عدم الصلاة على زعيم المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول (١).

فلما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، فقال: آذني أصلي عليه، فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه، فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم: "أنا بين خيرتين قال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم"، فصلى عليه، فنزلت {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} (٢).


(١) هو: عبد الله بن أبي بن سلول. قال ابن هشام: "سلول امرأة من خزاعة وهي أم أبي مالك بن الحارث. وهو من بني عوف بن الخزرج. قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان سيد أهلها لا يختلف عليه في شرفه من قومه اثنان لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين حتى جاء الإسلام. وكان عبد الله قد نظم له قومه الخرز ليتوجوه ثم يملكوه عليهم. فجاءهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك. فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام ضغن، ورأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استلبه ملكه، فلما رأى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارهاً مصرّاً على نفاق وضغن". السيرة النبويّة ٢/ ٤٤٦، ٥٢٦، ٥٨٤.
(٢) سورة التوبة الآية (٨٤).
رواه البخاري / الصحيح ١/ ٢٢٠، ٢٣٧، ٣/ ١٣٧، مسلم / الصحيح / شرح النووي ١٥/ ١٦٧، ١٦٨، الترمذي / السنن ٤/ ٣٤٢، ٣٤٣، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>