للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد (١) ومن مواقفه الفاضلة فيها بعد أن أصاب المسلمين ما أصابهم من القرح واثخنت فيهم الجراح وكثر شهداؤهم وهدأ القتال قام أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه، فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر رضي الله عنه نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسؤك (٢).

وقاتل رضي الله عنه المشركين يوم الخندق (٣) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شغلوا عن صلاة العصر، فجعل رضي الله عنه يسب كفار قريش، وقال: يا رسول الله، والله ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت أن تغرب الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فوالله إن صليتها"، فنزلنا بطحان (٤)، فتوضأ


(١) كانت غزوة أحد في شوال سنة ثلاث من الهجرة. ابن هشام / السيرة النبوية ٣/ ٨٦.
(٢) رواه البخاري / الصحيح ٢/ ١٧٥، عبد الرزاق / المصنف ٥/ ٣٦٣، أحمد / المسند ١/ ٢٨٨، ٤/ ٢٩٣ وغيرهم.
(٣) كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس من الهجرة. ابن هشام / السيرة ٣/ ٢٩٨.
(٤) بُطَحان: يصدر بطحان من ذي حدر، فجفاف وهي قرية قربان، ثم يسيل في فضاء متسع ويستبطن بعده وادي بطحان، ويذهب حتى غربي مسجد الفتح، حيث منتهى وادي بطحان، ثم يسير إلى زغابه. عبد القدوس الأنصاري / آثار المدينة ص ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>