للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له" فقال الجاثليق بقميصه هكذا (ونفض إسماعيل ثوبه) وأخذه من صدره فنفضه وقال: إن الله لا يضل أحداً. فقال: "ما يقول؟ " فقالوا له ما قال: فقال: "كذبت عدو الله. خلقك والله، وأضلك ثم يميتك فيدخلك النار إن شاء الله، والله والله لولا وَلْث (١) عقد لك لضربت عنقك، ثم قال: إن الله خلق آدم فنثر ذريته في يديه، ثم كتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب أهل النار وما هم عاملون، ثم قال هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه". فقال فتصدع الناس وما يُتنازع في القدر (٢).


(١) وَلْثٌ: أي: لولا طرف من عقد لك أو يسير منه، والولث كل يسير من كثير. ابن منظور/ لسان العرب ١٥/ ٣٩١.
(٢) رواه عبد الله بن أحمد/ السنة ص: ١٤٢، والآجري/ الشريعة ص: ١٨٦، ١٨٧، واللالكائي/ شرح اعتقاد أصول أهل السنة ٤/ ٧٢٦ - ٧٣٢، والخطيب البغدادي/ تاريخ بغداد ١١/ ٢٩٠ - ٢٩١، وأبو القاسم التيمي/ الحجة في بيان الحجة ٢/ ٦١، ٦٢، وابن كثير/ مسند الفاروق ٢/ ٦٣٩، نقلاً عن الإمام محمّد بن الحسن الشيباني.
ورجال إسناده عند الله بن أحمد ثقات سوى عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ابن كريز القرشي، فلم يوثقه سوى ابن حبان. وذكره المزي في تهذيب الكمال ولم يذكر فيه توثيقاً لغير ابن حبان. ولم يذكر فيه جرحاً. ١٦/ ٣٥٦. وذكره ابن حجر في التهذيب وزاد: وكان جواداً، ٦/ ٩٥. وقال في التقريب: مقبول ٣٣١.
وراه سائر من رواه من طريق عبد الأعلى بن عامر سوى الخطيب البغدادي وابن كثير، روياه من طريق محمّد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس … الأثر.
ومحمّد بن الحسن قال عنه الذهبي: العلامة فقيه العراق. وقال في الميزان: ليّنه النسائي وغير من قبل حفظه. سير أعلام النبلاء ٩/ ١٣٤، ميزان الاعتدال ٣/ ٥١٣.
وفي الإسناد أيضاً حماد بن أبي سليمان الأشعري وثقه العجلي. وقال: كان أفقه أصحاب إبراهيم (أي النخعي). ووثقه النسائي. المزي/ تهذيب الكمال ٧/ ٢٧٦، ٢٧٧. وقال ابن حجر: فقيه صدوق له أوهام تق: ١٧٨.
وقال محقّق كتاب مسند الفاروق الدّكتور عبد المعطي قلعجي عن هذا الأثر: إنه في جامع مسانيد الإمام أبي حنيفة للخوارزمي، وإسناده صحيح.
أقول: - والله أعلم - فالأثر لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>