للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الأثر فيه ضعف ويشهد له الأثر قبله في قول عمر للجاثليق: "ولولا ولث عقد لك لضربت عنقك". وهذا الأثر ليس فيه دلالة على ظهور بدعة القدر من القول بالجبر أو من نفي القدر وأن الأمر أنف في عهد عمر رضي الله عنه وإنما كانت هذه أحداث فردية لأن أوّل من أحدث بدعة نفي القدر والكلام فيه معبد الجهني في أواخر عهد الصحابة بالبصرة. فأنكر كلامه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وبين أنهم لا ينفعهم إيمانهم إن لم يؤمنوا بالقدر، لأنه ركن من أركان الإيمان (١).

ومما روي عنه رضي الله عنه في معاقبة من احتجّ بالقدر: أنه أتى بسارق فقطع يده، وقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: القدر. فضربه أربعين سوطاً، ثم قال: "قطعت يدك لسرقتك، وضربتك لفريتك على الله" (٢).


(١) رواه مسلم/ الصحيح/ شرح النووي ١/ ١٥٠. وانظر: محمّد بن صالح العثيمين/ شرح لمعة الاعتقاد ص: ١١٤. والذهبي/ سير أعلام النبلاء ٤/ ١٨٥.
(٢) رواه الخطيب البغدادي/ الجامع لأخلاق الراوي ٢/ ١٦٩. وفي إسناده حماد المالكي نقل ابن أبي حاتم تكذيبه. الجرح والتعديل ٣/ ١٥٣. وهو منقطع من رواية الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه. فالأثر ضعيف جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>