للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن زيد (١) بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية (٢) على أثر سماء (٣) كانت من الليل، فلما انصرف النّبيّ صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربّكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" (٤).

وإن من الجاهلية الأولى ما نسمعه ونقرؤه في وسائل الإعلام من إذاعة وصحف ومجلات وغيرها من تعليق الخير والشعر والفلاح والسعادة والشقاوة وادعاء معرفة مستقبل الإنسان من معرفة برجه الذي ولد فيه، كالجوزاء والدلو والعقرب وغيرها، وكلّ ذلك إفك ودجل وكذب وصرف للعباد عن التعلّق بخالقهم وفاطرهم والتوكّل عليه.

وقد خلق الله النجوم لثلاث: علامات يهتدى بها، وزينة للسماء،


(١) زيد بن خالد الجهني شهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة وله خمس وثمانون سنة بالمدينة. ابن حجر/ الإصابة ١/ ٥٦٥.
(٢) تقدم التعريف بها في ص: (٢٢٤).
(٣) إثر سماء، أي: مطر.
(٤) رواه البخاري/ الصحيح ١/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>