للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - ومنه- أن النبي عليه السلام لما أنفذ معاذًا إلى اليمن لبيان الزكاة وغيرها سألوه عن الوَقَص فقال: "لم أسمع عن رسول الله عليه السلام في ذلك شيئًا، فأرجعُ إلى رسول الله وأسأله"- عرفنا أن البيان لم يكن متقدمًا.

والجواب:

أما الأول- فعله جوابان:

أحدهما- أن الآية محمولة على "بيان التفصيل لا على بيان المراد بالخطاب ونحوه. ونحن قائلون به.

والثاني- أن المراد من هذا "البيان" الإظهار. والتنزيل: معناه "ثم إن علينا إنزاله" ويجب حمله على هذا، لأن "الهاء" في قوله: "بيانه" كناية عن جميع القرآن، ومعلوم أن جميع ما في القرآن لا يحتاج إلى البيان الذي اختلفنا فيه، فيجب حمله على بيان يرجع إلى جميع القرآن، وذلك بيان الإنزال، لأن الله تعالى يجمعه في اللوح المحفوظ ثم يُنزله علينا، فصار إظهارًا وبيانًا لنا.

فإن قيل: في حمله على الإنزال عدول عن ظاهر الاسم، لأن اسم "البيان" لا يُطلق على الإنزال ولا يفهم ذلك منه، فكان خلاف الحقيقة، لأن البيان متأخر عن الإنزال، لأن كلمة "ثم" للتراخي، فكيف يحمل على الإنزال؟ - قلنا:

<<  <   >  >>