للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يحقق سماعه، وأما كونه ادعى سماع أشياء لم توجد، فهذا إنما يتم به القدح فيه لو وجد الأصل الذي ادعى أنه سمع فيه، ولم يوجد اسمه فيه، أما فقدان الأصول فلا ذنب للشيوخ فيه " (١).

الحادية عشرة: أن يكون في نفس المروي قرينة تدل على كونه كذباً.

كالأحاديث الطويلة التي يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها، أو تخالف البراهين الصريحة ولا تقبل تأويلاً بحال.

قال الشافعي: " لا يستدل على أكثر صدق الحديث وكذبه إلا بصدق المخبر وكذبه، إلا في الخاص القليل من الحديث، وذلك أن يستدل على الصدق والكذب فيه بأن يحدث المحدث ما لا يجوز أنه يكون مثله، أو ما يخالفه ما هو أثبت وأكثر دلالات بالصدق منه " (٢).

وذكر ابن القيم (٣) لتمييز الحديث الموضوع بهذا الطريق علامات، إليكها ملخصة مقربة مع زيادة فائدة يقتضيها المقام:

[١] اشتمال الحديث على المجازفات في ترتيب الجزاء المبالغ في وصفه على العمل اليسير.

مثل: " من صلى الضحى كذا وكذا ركعة، أعطي ثواب سبعين نبيا " (٤).

[٢] مخالفة الواقع المحسوس.

مثل: " الباذنجان شفاء من كل داء " (٥).


(١) لِسان الميزان (٤/ ٧) .......
(٢) الرسالة (الفقرة: ١٠٩٩).
(٣) في كتابه: " المنار المنيف في الصحيح والضعيف ".
(٤) وانظر: الموضوعات، لابن الجوزي (رقم: ٩٩٢).
(٥) وانظر: المقاصد الحسنة، للسخاوي (رقم: ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>