للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء، فقال: " رواه غير واحد عن خالد الحذاء، ليس فيه: (سمعت)، وقال غير واحد أيضاً عن حماد بن سلمة، ليس فيه (سمعت) " (١).

الثاني: أن يكون ذلك الراوي ممن يصلح الاستدلال بخبره.

فأما إذا كان ممن يحتج بخبره فظاهر.

وأما إذا كان من الضعفاء الذين يعتبر بهم، فإن الراوي ما دام صدوقاً في الأصل فإذا قال: (حدثني) فهو خبر عن شيخه المباشر لا يحتمل الكذب، نعم قد يحتمل الوهم، فقد يشبه للراوي، لكن احتمال وهمه في ذلك ضعيف، فلا يصار إليه إلا بدليل، ويكون قوله: (حدثني) اتصالاً.

الثالث: السلامة من المعرض المؤثر.

وهذان مثالان لتحقيق هذه الشروط:

المثال الأول: رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه:

اختلفوا فيها على أقوال أربعة:

أولها: لم يسمع من أبيه شيئاً.

وإليه ذهب شعبة بن الحجاج (٢)، ويحيى بن معين في روايتي عباس الدوري وابن الجنيد عنه (٣)، وبه جزم عبد الرحمن بن يوسف بن خراش (٤)، والنسائي (٥).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص: ١٦٣) وإسناده صحيح.
(٢) العلل ومعرفة الرجال (النص: ٧٥٢).
(٣) تاريخ يحيى بن معين، رواية الدوريِّ (النص: ١٧١٦)، وسؤالات ابنِ الجنيد (النص: ٨١٩).
(٤) تاريخ دمشق، لابن عساكر (٣٥/ ٧٠).
(٥) السنن (بعد رقم: ١٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>