للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن حبان استدل بهذه الحكاية على توهيم فطر بن خليفة في الرواية التي فيه تصريح عبد الجبار بالسماع من أبيه (١).

وقال أبو حاتم الرازي: " روى عن أبيه، مرسل، ولم يسمع منه " (٢).

وكذلك قال الترمذي (٣)، والنسائي (٤)، وابن حبان كما تقدم، ولذا أورده في ثقات أتباع التابعين، حيث لم تثبت عنده تابعيته.

كذلك ذكر ابن حجر نفي سماعه من أبيه عن جماعة من الأئمة (٥).

فالخبر إذاً بإثبات سماعه من أبيه لم يصح؛ لضعف فطر، وكذلك لم يقم دليل على اتصال ما بين عبد الجبار وأبيه.

لكن هل لأجل أنه كان حملاً حين مات أبوه؟ أم لصغره يومئذ؟

دليل الأول لا يثبت من جهة النقل.

ورده المزي، فقال: " وهذا القول ضعيف جداً، فإنه قد صح عنه أنه قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حمل، لم يقل هذا القول " (٦).

فتعقَّبه ابن حجر فقال: " نص أبو بكر البزار على أن القائل: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، هو علقمة بن وائل لا أخوه عبد الجبار " (٧).

قلت: وهذا تعقب ضعيف، فإن المحفوظ أن علقمة كان في سن


(١) الثقات (٧/ ١٣٥).
(٢) الجرح والتعديل (٣/ ١ / ٣٠).
(٣) الجامع (بعد رقم: ١٤٥٤).
(٤) السنن (بعد رقم: ١٤٠٤).
(٥) تهذيب التهذيب (٢/ ٤٧٠).
(٦) تهذيب الكمال (١٦/ ٣٩٥)، وكذلك وافقه العلائي في " جامع التحصيل " (ص: ٢٦٧).
(٧) تهذيب التهذيب (٢/ ٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>