للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقل فيه صلاة أبيه، وقد سمع منه، ثم إن الرواية المشار إليها ترد هذا الاحتمال، فإن عبد الوارث بن سعيد (وهو ثقة)، قال: حدثنا محمد بن جحادة (وهو ثقة) قال: حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر، قال: " كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي "، على هذا اتفق جميع من رواه عن عبد الوارث (١).

وهذا صريح في أن قائل ذلك هو عبد الجبار، فكيف يصح ما نقله ابن حجر عن البزار ولا اختلاف في الرواية أصلاً من الوجه المذكور؟

فهذه الرواية كما أفاد المزي تدل على أن عبد الجبار كان قد ولد في حياة أبيه، وأدركه ورآه، لكنه لم يكن يميز يومئذ، ولذلك لم يسمع منه، إنما أخذ صلاة أبيه وروايته عن أخيه علقمة وغيره من أهل بيته.

لذا فروايته عن أبيه منقطعة، إلا ما تبين أنه مما حدثه به ثقة عن أبيه، وهذا موجود في بعض حديثه.

* * *


(١) أخرجه أبو داود (رقم: ٧٢٣) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر بن ميسرة، وابن خزيمة (رقم: ٩٠٥) _ ومن طريقه: أبو نعيم في " المستخرج على مُسلم " (رقم: ٨٨٩) _ قال: حدثنا عِمران بن موسى القزَّاز، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (رقم: ٢٦١٩) قال: حدثنا مُحمد بن عُبيد بن حساب، والطحاوي في " شرح المعاني " (١/ ٢٥٧) من طريق أبي مَعْمرٍ المقعد، والطبراني في " الكبير " (٢٢/ ٢٨ رقم: ٦١) من طريق المقعد وابن حساب، وابن حبان (رقم: ١٨٦٢) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، هؤلاء الخمسة قالوا: حدثنا عبدُ الوارث، به.
وجميعهم ثقات، والإسناد إلى عبد الجبار صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>