للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عدي: " كان مقيماً بدمشق، يحدث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرأه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه " (١).

وقال ابن حبان كان حريزيَّ المذهب، ولم يكن بداعية إليه، وكان صلباً في السنة حافظاً للحديث، إلا أنه من صلابته كان يتعدى طوره " (٢).

و (حريزي) نسبة إلى حريز بن عثمان، وقد اتهم بالنصب، فصار طائفة ينسبون إليه لقولهم بهذا المذهب.

وقال الدارقطني: " كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " (٣).

ونقول: يصح ما يذكره الجوزجاني من البدعة عن كثيرين من أهل الكوفة، ولكنه تجاوز في الجرح وبالغ في الحط، ولم يفرق بين تشيع غال وغير غالٍ.

[٢] الحافظ أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي (المتوفى سنة: ٣١٠).

صاحب كتاب " الكنى والأسماء " وغيره، له كلام في الرجال ونقل كثير، لكنه كان حنفياً متعصباً (٤)، وحمله ذلك على المبالغة في الجرح للمخالف لمذهبه، كما حمله على الانتصار للمذهب في موضع الغلط.

ومن الدليل عليه ما يأتي:

نقل عنه ابن عدي _ وهو تلميذه _ شدة طعنه على نعيم بن حماد


(١) الكامل (١/ ٥٠٤) في ترجمة (إسماعيل بن أبان الورَّاق).
(٢) الثقات (٨/ ٨١ _ ٨٢).
(٣) سؤالات السلمي (النص: ٧٧).
(٤) لسان الميزان (٥/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>