للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحقيق:

أن الكتاب المتقن الموثق حجة عند أهل العلم، بل هو ميزان، ودليل على صحة الحفظ، ومقوم لخلله، فإن الحفظ خوان، والحافظ بشر جائز عليه الوهم والخطأ، لا سيما مع طول الأسانيد.

قال الرامهرمزي: " الأولى بالمحدث والأحوط لكل راوٍ أن يرجع عند الراوية إلى كتابه؛ ليسلم من الوهم " (١).

قال الثقة مروان بن محمد الطاطري: " ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنه غنى: الحفظ، والصدق، وصحة الكتب، فإن أخطأت واحدة وكانت فيه ثنتان لم تضره: إن أخطأ في الحفظ ورجع إلى صدق وصحة كتب لم يضره " , وقال مروان: " طال الإسناد وسيرجع الناس إلى الكتب " (٢).

وقال علي بن المديني: " ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة " (٣).

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: " ما رأيت أبي، رحمه الله، حدث من غير كتاب، إلا بأقل من مئة حديث " (٤).

وقال علي بن المديني: سمعت يحيى (يعني القطان) يقول في حديث ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، في رجل آجر نفسه في الحج،


(١) المحدث الفاصل (ص: ٣٨٨).
(٢) أخرجه ابن عدي في " الكامل " (١/ ٢٦٣) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٣٤٠ _ ٣٤١) وابن عساكر في " تاريخه " (٥٧/ ٣١٨) وإسناده صحيح. وبنحوه: أخرجه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (١/ ١ / ٣٦) والرامهرمزي (ص: ٤٠٥ _ ٤٠٦) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٣٤٠) وإسناده صحيح كذلك.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في " التقدمة " (ص: ٢٩٥) ومن طريقه: الخطيب في " الجامع " (رقم: ١٠٣٠) وإسناده صحيح.
(٤) أخرجه الخطيب في " الجامع " (رقم: ١٠٣٤) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>