للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحاديثك شريك بن عبد الله النخعي، فجعل يقول: حدثنا أنس بن مالك، فقلنا له: هذه أحاديث شريك، فقال: صدقتم، حدثنا أنس بن مالك عن شريك قال: " فأفسد علينا تلك الأحرف التي سمعناها منه، وقمنا عنه " (١).

قلت: فهذا الشيخ إنما أتي من غفلته وجهله، فأين شريك من أنس، فأنس صحابي توفي سنة (٩٢)، وشريك من أتباع التابعين ولد سنة (٩٥) , فكيف روى أنس عن شريك؟!

ومن هؤلاء (محاضر بن المورع)، قال أبو سعيد أحمد بن داود الحداد الواسطي (وكان ثقة): " محاضراً لا يحسن أن يصدق، فكيف يحسن أن يكذب! كنا نوقفه على الخطأ في كتابه، فإذا بلغ الموضوع أخطأ " (٢).

وقال أحمد بن حنبل: " سمعت منه أحاديث، لم يكن من أصحاب الحديث، كان مغفلاً جداً " (٣).

ومنهم: (عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد)، قال أبو حاتم الرازي: " الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخره عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، وكان خالد بن نجيح يفتعل الحديث ويضعفه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلاً صالحاً " (٤).

ومنهم (سفيان بن وكيع بن الجراح)، قال أبو حاتم الرازي: " دخلت


(١) أخرجه ابنُ حبان في " المجروحين " (١/ ٧٠ _ ٧١) بإسناد جيد، ونحوه في " المدخل إلى الإكليل " للحاكم (ص: ٦٠).
(٢) سؤالات الآجري لأبي داود (النص: ١٢٦).
(٣) العلل ومعرفة الرجال (النص: ٤١١٠).
(٤) الجرح والتعديل (٢/ ٢ / ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>