للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الرحمن بن مهدي: قيل لشعبة: متى يترك حديث الرجل؟ قال: " إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون، وإذا أكثر الغلط، وإذا اتهم بالكذب، وإذا روى حديثاً غلطاً مجتمعاً عليه فلم يتهم نفسه فيتركه لذلك طرح حديثه، وما كان غير ذلك فارووا عنه " (١).

وقال أحمد بن سنان الواسطي: " كان عبد الرحمن بن مهدي لا يترك حديث رجل إلا رجلاً متهماً بالكذب، أو رجلاً الغالب عليه الغلط " (٢).

وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول: " ثلاثة لا يحمل عنهم: الرجل المتهم بالكذب، والرجل الكثير الوهم والغلط، ورجل صاحب هوى يدعو إلى بدعة " (٣).

وقال أبو موسى محمد بن المثنى: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: " يا أبا موسى، أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد ". قلت: يا أبا سعيد، إنهم يقولون: إنك تحدث عن كل أحد. قال: " عمن أحدث؟ "، فذكرت له محمد بن راشد المكحولي، فقال لي: " احفظ عني، الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه. وآخر يهم، والغالب على حديثه الصحة، فهو لا يترك حديثه، لو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس. وآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم، فهذا يترك حديثه " (٤).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (١/ ١ /٣١ _ ٣٢) بإسناد صحيح. وأخرجه الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (ص: ٤١٠) وابن حبان في " المجروحين " (١/ ٧٤، ٧٧، ٧٩) والعقيلي (١/ ١٣) وابن عدي في " الكامل " (١/ ٢٦٠) والحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص: ٦٢) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٢٢٥ _ ٢٢٦، ٢٢٩) بمعناه من وجه آخر فيه ضعف.
(٢) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: ٢٢٧) بإسناد صحيح.
(٣) أخرجه عبد الله بن أحمد في " العلل " (النص: ٤٩٤٧) وعنه: العقيلي (١/ ٨) وإسناده صحيح.
(٤) أثر صحيح. أخرجه مسلم في " التمييز " (رقم: ٣٥) وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (١/ ١ / ٣٨) والرامهرمزي في " المحدث " (ص: ٤٠٦) والعقيلي في " الضعفاء " (ق: ٢ / ب) وابن عدي في " الكامل " (١/ ٢٤٢، ٢٦٤) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٢٢٧) و " الجامع لأخلاق الراوي " (رقم: ١٢٦٥) جميعا من رواية ابن المثنى وزاد ابن أبي حاتم تفسيرا لقوله: " فهذا يترك حديثه " قال: " يعني لا يحتج بحديثه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>