للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يقوم التعارض بين كلام المنشئين.

الاعتبار الرابع: الناقد العارف في جرح وتعديل أهل بلده.

وهذا وجدنا له الأثر في أن الناقد إذا عدل أو جرح بلديه كان أصح مذهباً فيهم من الغرباء، ولا يستغرب ذلك، فكونه من أهل داره يوجب مزيد اطلاع.

قال حماد بن زيد: " بلدي الرجل أعرف بالرجل " (١).

قال أبو بكر المروذي: سألت (أحمد بن حنبل) عن قطن الذي روى عنه مغيرة؟ فقال: " لا أعرفه إلا بما روى عنه مغيرة "، قلت: إن جريراً ذكره بذكر سوء، قال: " لا أدري، جرير أعرف به وببلده " (٢).

وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله، ما تقول في سعيد بن بشير؟ قال: " أنتم أعلم به " (٣).

وقال ابن عدي في (شقيق الضبي): " كان من قصاص أهل الكوفة، والغالب عليه القصص، ولا أعرف له أحاديث مسندة كما لغيره، وهو مذموم عند أهل بلده، وهم أعرف به " (٤).

وكان محمد بن عبد الله بن نمير من نقاد الكوفيين، قال علي بن الحسين بن الجنيد: كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان في شيوخ الكوفيين: " ما يقول ابن نمير فيهم؟ " (٥).


(١) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: ١٧٥) بإسناد جيد.
(٢) العلل، رواية المروذي (النص: ٩٨)، وجريرٌ هوَ ابنُ عبد الحميد.
(٣) تاريخ أبي زُرعة (١/ ٥٤٠)، وإنما قال أحمد ذلك لأن سعيداً هذا دمشقي.
(٤) الكامل (٥/ ٧١).
(٥) أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ في " التقدمة " (ص: ٣٢٠) عن ابنِ الجنيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>