للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعذاب الصيحة وهو عذاب يصحبه صوت وعذاب الظلة فورد ذلك على التدريج والتناسب بحسب ما ذكر قبل كل من هذا من مرتكباتهم وقد ذكر المفسرون تنوع عذابهم بالرجفة والصيحة والظلة كما امتحن آل فرعون بالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة.

الآية الثالثة عشرة من سورة الأعراف

قوله تعالى فى قصة صالح: "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين " وقال فى قصة شعيب عليه السلام: "الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين قتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين "

للسائل أن يسأل ويقول: إذا كان كل من الرسل عليهم السلام قد أبلغ قومه ما أرسل به وكلهم فى أداء تلك الأمانة وحفظها على نهج سواء من غير تفاضل فى هذا - أعنى الأمانة والإبلاغ والعصمة فى ذلك - وإنما التفاضل بأشياء غير ما ذكر فإذا تساووا فيما ذكر وكلهم أمر بإفراد الله سبحانه بالعبادة واتقاء عذابه بالتزام الطاعات وامتثال الأوامر والنواهى وكلهم أمر ونهى وأوضح لقومه طريق النجاة وحذرهم من المهالك ووصف كل واحد منهم ربسول ووصف ما جاء به بالرسالة فالإفراد محصل للمقصود فما وجه الجمع فى قوله فى قصة شعيب عليه السلام: "أبلغتكم رسالات ربى " ولم لم يرد على الإفراد كما ورد فى قصة صالح؟

والجواب: أن العرب تراعى فى أجوبتها ما نيتها عليه من سؤال أو غيره، إن إطالة فإطالة أو إيجاز فإيجاز فأجوبتهم مراعى فيها المعنى ملحوظ فيما وردت جوابا له ولما ورد فى دعاء شعيب عليه السلام تفصيل فى الأمر والنهى والتحذير ألا ترى قوله بعد أمرهم بتوحيد الله: "قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها " ثم قال: "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا " وذكرهم بتكثيرهم بعد القلة فقال: "واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " وإن يتذكروا حلا من تقدمهم ممن كذب فقال: "وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين " وورد عقب هذا من قول قومه له فى قوله تعالى حاكيا

<<  <  ج: ص:  >  >>