الحجر:"قدرنا أنها " ليجرى مع ما وكد قبل بأن ويناسبه كقوله: "إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين " وقوله: "إنا لمنجوهم أجمعين " فقيل مناسبا لذلك: "قدرنا أنها " وتناسب هذا كله.
والسؤال السادس ما وجه تعقيب قوله فى الأعراف:"وأمطرنا عليهم مطرا " بقوله: "فانظر كيف كان عاقبة المجرمين " وفى النمل بقوله: "فساء مطر المنذرين " وهل كان يحسن العكس؟ والجواب أنه لما تقدم فى الأعراف قوله:"ما سبقكم بها من أحد من العالمين "حصل منه أن ارتكابهم ما لم يسبق إليه غيرهم قد جمع إلى قبيح الفحش الاجترام من حيث لم يفعل تلك الفعلة الشنعاء من تقدمهم فأجمع إلى الفحش الاجترام فأعقب بقوله: "فانظر كيف كان عاقبة المجرمين " ولما تقدم فى النمل قوله: "أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون " حصل منه تعنيف وإنذار لم يقع مثله فى الأعراف إذ ليس موقع قوله: "ما سبقكم بها من أحد من العالمين " فى الانذار والتعنيف كموقع تعريفهم بعلمهم بها وشنعة معاينة بعضهم بعضا من ارتكابها فناسب إنذارهم بهذا ما أعقب به من قوله: طفساء مطر المنذرين " ولو أعقبت آية الأعراف بهذا أو آية النمل بما أعقبت به آية الأعراف لم يكن متناسبا فجاء كل على ما يجب والله أعلم.
والسؤال السابع ما وجه قوله فى الأعراف: "وما كان جواب قومه "منسوقا بالواو وفى النمل والعنكبوت: "فما كان جواب قومه " بالفاء مع ان القصة واحدة فلا فرق بين الجوابين؟
والجواب أنه حيث يراد مع ما سببية أو ما يشبه معنى المجازاة وكان الكلام المجاوب بصريح الفعل إذ هو أوضح إحرازا لهذا المعنى فحيث يجئ هذا فالوجه والأولى أن يترتب الجواب بالفاء وسواء تسبب عن الأول أو أقيم مقام ما تسبب عن الأول مثال الجارى على طريقة السببية قوله تعالى: "سنقرئك فلا تنسى " وقوله: "فآمنوا فمتعناهم إلى حين " وقوله: "فكذبوه فأنجيناه "وهذا كثير.
ومثال الثانى: "ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا " وقوله: "وجعلنا لهم سمعا وأبصرا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ ".